أنت هنا

20 جمادى الثانية 1435
المسلم ـ متابعات

اعرب المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صلاح البردويل عن استعداد حركته بشكل كامل لإتمام المصالحة الوطنية وملتزمة بكافة البنود لتنفيذ المصالحة الوطنية.

وأكد البردويل أن حماس جادة في السعي لتشكيل حكومة توافق وطني وفق تفاهم مع حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية، مبيناً أن تشكيل الحكومة سيعدّ ركيزة مهمة للانطلاق في نقاش كافة الملفات الأخرى بما يتضمنه من تحديد موعد للانتخابات وتشكيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير.

وقال البردويل في تصريح إعلامي الأحد أن حماس بانتظار وفد حركة فتح للبدء بمناقشة الملفات الخمسة المطروحة والتي تطالب حركته بتنفيذها رزمة واحدة، بينما تطالب فتح بالبدء بالانتخابات وتأجيل كافة القضايا.

وبيّن البردويل أن الملفات الخمسة المطروحة هي "ملف تشكيل الحكومة، وإعادة بناء منظمة التحرير، وبناء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية، والانتخابات، والمصالحة المجتمعية " .

وأضاف: "حركة حماس صادقة في نواياها تجاه عملية المصالحة، وهي صريحة في قبولها لكل بنودها وملفاتها الخمسة، وقد عبرت عن ذلك مراراً وتكراراً وتؤكد على ذلك هذه المرة في استقبال وفد المصالحة القادم من الضفة".

وأشار إلى أن تحقيق المصالحة هي ضرورة كبيرة مُلحة، عادًّا أنه مدخل للوحدة الوطنية التي تعدّ المفتاح الحقيقي لمواجهة المشروع الصهيوني الاستيطاني التهويدي الذي تزايدت خطورته في الآونة الأخيرة.

وتابع: "لابد من تصحيح الوضع القائم المتعلق بالمفاوضات ولابد من بناء برنامج وطني على أسس تقوم على الثوابت الوطنية الفلسطينية"، مشدداً أن ذلك يستدعي ضرورة إعادة بناء المنظمة إلى جانب تشكيل الحكومة.

وأوضح أن حركته تنتظر وصول الوفد لكي تناقش معه ومع الفصائل الوطنية خاصة التي لم تأت مع الوفد مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية والجهاد الإسلامي، كافة الملفات.

وأضاف "وجه نظر حركة فتح بالبدء بالانتخابات سيعمل على ترتيب السلطة والحكم في الضفة وغزة، ولكن ما انعكاسها على المشروع الوطني الفلسطيني التي تتهدده أخطار جسيمة جداً في ظل المفوضات".

وتابع "لابد من قرار وطني مشترك لوضع حد للمفاوضات مع الاحتلال الذي يهوّد القدس والضفة الغربية ليل نهار ويعتدي على سكان قطاع غزة" .

وأشار البردويل إلى أن حركة حماس على استعداد تام لأن تقدم كل ما لديها من امكانيات لإنهاء الإقسام بشريطة أن لا يتم الالتفاف على القضية الفلسطينية.

وعن إمكانية إجراء الانتخابات أولاً وقبل تشكيل الحكومة، ردّ القيادي في حركة "حماس" وقال: "حماس لا ترفض الانتخابات ونحن معها وبكل قوة، ولكن تشكيل الحكومة وتحديد موعد للانتخابات هو ما يجب أن يتم في اللقاء بين فتح وحماس، لذلك لا داعي لأي اشتراطات أو تهديدات".

ومضى يقول: "من الصعب إجراء الانتخابات أولاً، فالمطروح ليس إجراء الانتخابات بل المطروح تشكيل الحكومة حتى تشرف على الانتخابات، وهذه حكومة لها مهمات كما اتفقنا بالقاهرة منها إجراء الانتخابات، ومنها تمهيد الأجواء والحريات العامة ومنها الاضطلاع بمسؤولياتها الإدارية في الضفة والقطاع".

وبين البردويل، أن التوافق على تشكيل الحكومة ركيزة مهمة جداً لأنها ستشرف على رأب الصدع وإنهاء الانقسام، كما ستشرف على الانتخابات القادمة وهي التي ستعد لها، لافتاً إلى أن أي ملفات أخرى تناقش في الإطار القيادي والذي من المفترض أن يكون مرجعية القرار السياسي الذي في ظله تعمل الحكومة.

وفي لفتة إلى تصاعد الاعتقالات السياسية بالضفة، فقد عدّ البردويل أن أحد أسباب تعقيد الأمور هي قضية الاعتقالات السياسية التي تتصاعد، مبيناً أنها أمر مشين ومخالف للقانون والروح الوطنية، وأكد أنه سيكون تركيز كبير على إنهاء ملف الاعتقال والملاحقة الأمنية بالضفة.
وكان رئيس الوزراء إسماعيل هنية قد رحّب بوفد الضفة الغربية المقرر وصوله إلى غزة هذا الأسبوع، مؤكدا على الالتزام بتفاهمات المصالحة الموقعة في القاهرة والدوحة والعمل والشراكة لتنفيذ ملفاتها الخمسة كرزمة واحدة.

ومن المقرر وصول وفد الضفة الغربية إلى غزة هذا الأسبوع لبحث تحقيق المصالحة بتكليف من اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح.

ويضم الوفد مسئول ملف الحوار الوطني في فتح عزام الأحمد والنائب المستقل مصطفى البرغوثي وأمين حزب الشعب بسام الصالحي، والأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية جميل شحادة، ورئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية منيب المصري.

وأوضح هنية، في تصريح صحفي نشره المكتب الإعلامي الحكومي، الأحد، أن الحكومة الفلسطينية وحركة حماس ستواصل جهودها مع حركة فتح والشخصيات الوطنية الفلسطينية في الداخل والخارج، من أجل سرعة إنجاز المصالحة الفلسطينية، وطيّ صفحة الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وبيّن رئيس الوزراء الفلسطيني أن حماس جادة في أن تحقق خلال الاجتماعات القادمة تطلعات الشعب الفلسطيني في المصالحة وإنهاء الانقسام وترسيخ الشراكة الحقيقية في السياسة والقرار" استنادا إلى ما تم التوقيع عليه في هذه الملفات، بما يوفر الأرضية المتينة لتعزيرز الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة العدو المشترك، ولصالح النهوض بمشروعنا الوطني".

كما أكّد هنية استعداد حماس لكل متطلبات الشراكة الوطنية وتحمّل المسؤولية في إدارة القرار السياسي الفلسطيني، في ظل استشعارها للمخاطر الإسرائيلية المتصاعدة بحق القضية والشعب الفلسطيني، وانطلاقاً من موقفها الثابت بضرورة إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة الفلسطينية.

ورحب رئيس الوزراء بوفد المصالحة الذي سيزور قطاع غزة خلال أيام، معربًا عن سعادته به، قائلًا: "هم في وطنهم وبين أهلهم وإخوانهم".