أنت هنا

7 ذو الحجه 1434
المسلم ـ متابعات

شهدت ست محافظات عراقية شمالية وغربية، هي الأنبار وديالى ونينوى وكركوك وبغداد وصلاح الدين، صلوات جمعة تحت شعار "عراق الفاروق عمر"، وذلك بعد يوم من تنظيمها إضرابًا عامًا، وتظاهرات، مطالبين بتشريع قوانين تمنع الإساءة إلى الصحابة، ومطالبة الحكومة بمعاقبة المسيئين و إنزال القصاص العادل بهم، من الذين يسبّون ويشتمون صحابة رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها.

وردد المتظاهرون شعارات تدافع عن الصحابة الكرام وتدعو إلى الوحدة ونبذ الفرقة والتصدي للفتن الطائفية، متهمين الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لعدد من مثيري الفتن الطائفية.

وفي ساحة الاعتصام في مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار الغربية فقد أشار خطيب الجمعة إلى أن سنة العراق يعانون ظلمًا وانتهاكًا للأموال والأعراض هو جزء من معناة العراقيين جميعًا في المجالات الأمنية والاقتصادية.

 

وأوضح إن المآسي التي يشهدها العراق لو حصلت في أي بلد آخر لسقطت حكومته، إلا حكومة العراق فهي تكرّس وجودها أكثر.. واتهمها بقتل أبناء السنة وتهجيرهم واعتقالهم وانتهاك حرماتهم وأعراضهم وأموالهم وكرامتهم.

وقال إن حملة لسبّ الصحابة، وخاصة الخليفة الثاني عمر، تجري خارج نطاق الحضارة، ويقوم بها جهلة من الهمج في شتم الخليفة الثاني فاتح بلاد الفرس والروم والعراق ومصر وبيت المقدس. واتهم الحكومة بازدواج في معايير معاملتها للمكونات العراقية. وأشار إلى أنها تترك يد شاتمي صحابة النبي وزوجته عائشة ومهجري العائلات السنية طليقة، فيما تشنّ حملات دهم واعتقال ضد أبناء السنة.

وانتقد الخطيب رئيس التحالف الوطني الشيعي الحاكم إبراهيم الجعفري، وقال إنه خرج وجسمه يرتجف حينما عارض نواب رفع صور الخميني وخامنئي في شوارع مدن عراقية، لكنه لم يتحرك عندما تم شتم عمر وعائشة. وأكد أن القائمين على أمور العراق طائفيون بامتياز.

وقال إن السلطات لم تعاقب لحد الآن قائد مجموعة سبّ الصحابة، تاركة يده طليقة ومن دون حساب، ودعا السنة إلى توحيد قواهم وخطابهم الديني والسياسي لحماية أنفسهم والوقوف في وجه الهجمة التي تواجههم. واتهم الأجهزة الأمنية بالخضوع للميليشيات الشيعية التي تمارس القتل والتهجير ضد السنة.

أما خطيب جمعة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الشيخ حسين الدليمي فقد اشار الى ان القضية المثارة الآن في البلاد هي قضية التعدي على العقيدة، ودعا المعتصمين الى عدم المساومة على مطالبهم. وطالب الحكومة باقامة الحد على شاتمي الصحابة ومعاقبتهم ومعرفة الجهات التي تقف وراءهم، والتي تسعى إلى اشعال نار فتنة طائفية في البلاد.

ودعا مجلس النواب الى تشريع قانون لتجريم كل من يسب او يتطاول على الصحابة او آل البيت او الرموز الدينية في العراق.. وناشد العراقيين تسمية مواليدهم الجدد باسم عمر وعائشة وعلي والحسين. وقال "إننا نريد من قضية عمر أن تجمع شمل كل العراقيين، لا ان تفرّقهم".  

وطالب خطيب الجمعة المنظمات الدولية والاسلامية الى التدخل في العراق لوقف نزيف الدم الذي يتعرّض له مواطنوه، كما دعا الحكومة الى اصدار عفو عام لاطلاق المعتقلين الابرياء كبادرة حسن نية لمناسبة عيد الاضحى.

من جهته فقد طالب الشيخ محمد طه الحمدون إمام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في مدينة سامراء شمال غرب بغداد الحكومة بمحاسبة المسيئين الى الصحابة. وقال "ان الزمرة التي شتمت اصحاب الرسول وزوجته هدفها تأجيج الطائفية والحرب الأهلية، ولذلك فعلى الحكومة اتخاذ موقف ضدهم، لانهم لم يتطاولوا على رمز من رموز الساسة العراقيين، وانما على رموز الأمة الاسلامية".

وشدد على ضرورة  انزال القصاص بهؤلاء الاشخاص المدفوعين بأجندة خارجية. واكد قائلًا "اننا لن نسكت بعد الآن عن تلك التجاوزات، ولن نسمح للميليشيات والمأجورين الذين يدّعون الإسلام، وهو بريء منهم، بالتجاوز على رموزنا وآل البيت وقتل ابناء الشعب العراقي وتهجيرهم".

وكانت وزارة الداخلية العراقية قالت أمس إنها تلاحق شخصًا يدعى ثائر الدراجي ظهر في مقاطع فيديو بثتها مواقع التواصل الاجتماعي وهو يهين الصحابة علنًا أثناء مروره في منطقة الأعظمية في شمال بغداد. وقال مسؤول في الوزارة إن "الوزارة اتخذت إجراءات قانونية بحق المدعو ثائر الدراجي على خلفيه ظهوره في إحدى القنوات الفضائية وهو يقوم بسب وشتم الصحابة رضي الله عنهم".

يذكر أن فرع هيئة علماء المسلمين في تكريت قد استنكر بشدة جريمة التطاول على صحابة وزوجات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والتي اقترفتها ثلة مأجورة قادها احد الطائفيين الحاقدين في شوارع مدينة الاعظمية مؤخرا.

 

 وحمّل الفرع في بيان له، الأحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية الحالية والمرتبطة بأجندات صفوية مسؤولية الاعتداءات الصارخة على الرموز الاسلامية من الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين، والتي تمت بدعم وحماية القوات الأمنية الحكومية.

وطالب البيان، المرجعيات الدينية باتخاذ مواقف صريحة واضحة ازاء هذه الأفعال المشينة والضغط على مجلس النواب الحالي لتشريع قانون يجرّم ويحاسب الجهات التي تتجاوز على الرموز الدينية وتدفع باتجاه الاقتتال الطائفي بين مكونات الشعب العراقي بهدف تمزيق وحدته ونسيجه الاجتماعي.

واوضح فرع الهيئة في ختام بيانه انه تمت دعوة ابناء محافظة صلاح الدين للمشاركة في التظاهرة التي ستُنظم للتنديد بالممارسات الطائفية التي تحاول جر ابناء هذا البلد الجريح الى منزلق طائفي خطير لا تُحمد عقباه، والاعلان عن تسمية بعض شوارع مدينة تكريت وتقاطعاتها بأسماء الصحابة الكرام، والدعوة الى تسمية المواليد الجدد بأسماء (عمر وعائشة)، والتأكيد على مقاطعة البضائع الايرانية.

 

يذكر أن هيئة علماء المسلمين في العراق كانت قد أصدرت بيان في وقت سابق بشأن القضية ذاتها، والتالي نصه:

 

بيان رقم (937)
المتعلق بقيام ميليشيا طائفية بسب رموز الأمة الإسلامية لتأجيج الفتنة

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
    فمازال أعداء العراق مستميتين في سبيل إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراقي الواحد بأي ثمن، وبعد العجز عن إثارتها من خلال التفجيرات الدموية في الأحياء السكنية ودور العبادة لكل المكونات التي طالت البلاد طولا وعرضا، شرع أعداء العراق هذه المرة في طور جديد من الفعاليات المكشوفة في مقاصدها وأهدافها، بدأه المنفذ الأول للأجندة الإيرانية نوري المالكي بتصريحات مؤججة للحس الطائفي دعا فيها الشباب بعيداً عن القانون إلى مقاتلة الإرهاب تحت ذريعة إحياء إرث الإباء، ثم تلاه في السياق نفسه عراب الفتن الأول احمد الجلبي بالدعوة إلى تجنيد جيش المهدي والسماح لهم بمزاولة أعمالهم لحماية المناطق (الشيعية) من الإرهاب أيضا، وكلاهما يعني بالإرهاب مكونا بعينه، مهما استغلا له من عناوين، وقد توج العرابان تصريحاتهما هذه بفعالية يندى لها الجبين إذ دفعا أول أمس عصابة من الميليشيات قليلة العدد يقودها طائفي بغيض؛  لتجوب شوارع الأعظمية بحماية مباشرة من أجهزة الأمن الحكومية، وهي تسب علنا السيدة عائشة أم المؤمنين، والخليفة الفاروق عمر بن الخطاب (رضي الله عنهما) في محاولة بائسة لإثارة الناس، ودفعهم للرد والانتقام.
    إن هيئة علماء المسلمين تسجل إدانتها أولا لهذا العمل المنتن الذي يمس رموز الأمة الإسلامية وصدرها الأول، ويراد منه زيادة وتيرة الشحن الطائفي ودفع العراقيين للاقتتال فيما بينهم، وتقول لمن يقف وراءه: موتوا بغيظكم، فإن شعبنا اليوم أكثر وعيا بمخططاتكم التآمرية، وأساليبكم الإجرامية،  ولن يجر ـ مهما فعلتم ـ إلى أن يقتل بعضه بعضا من أجل أن تبقوا أنتم في مناصبكم، وقائمين على سرقاتكم، ونحن على يقين أن مصيركم ومصير من تجندونه لهذه الفتن سينتهي قريبا إلى مقبرة التاريخ، وسيبقى العراقيون بكل مكوناتهم ـ ورغما عنكم ـ يدا واحدة، تعيش بسلام، وتجتث من بين صفوفها كل أفاق أثيم.
    وتدعو الهيئة ثانياً؛ العراقيين جميعا إلى الانتباه لهذه الفتن المصنوعة على عين الحكومة، وأن لا ينجروا إلى تنفيذ ما تريده بدون قصد ونتيجة لردات الفعل.
    وتؤكد الهيئة أخيراً: أن هذه الفعلة الطائفية بامتياز؛ هي نتاج صارخ ولكنه ليس جديداًً للعملية السياسية ودستورها المسخ الذي ارتضاه بعض من وافق عليه مع علمه بنتائجه الطائفية والعرقية الوخيمة. وهاهي الأيام تثبت ذلك.
    وتلقي الهيئة بالمسؤولية في ما حدث ويحدث مستقبلاً على الحكومة الحالية ومن يرتضي منها معسول الكلام أو يصدق أنها تلتزم أو ستلتزم بأي ميثاق للشرف توقعه.
الأمانة العامة
2 ذو الحجة/ 1434 هـ
7/10/2013 م