أنت هنا

16 شوال 1434
المسلم/العربية نت

حكى بعض الناجين من مجزرة كيماوي نظام بشار الأسد في الغوطة قرب دمشق تفاصيل الجريمة.

 

 يقول فراس, وهو صحفي في تنسيقية زملكا ويبلغ من العمر 23 عاماً، وقد أصيب في المجزرة، وفقد في أخواله وزوجاتهم وأولادهم: "سقط أول صاروخ في منطقة تسمى المزرعة، وضجت البلدة كلها بعبارة واحدة "كيماوي.. كيماوي"، وركضت الناس بشكل جنوني، أب يحمل ابنه، وآخر أمسك بيد اثنين أو ثلاثة من أولاده، وأم تصرخ باسم طفلتها التي ضاعت ما بين الناس، ولكن معظم أولئك لم ينجُ من الموت، سقطوا بأغلبيتهم بعد بضع خطوات من منازلهم، حتى المسعفون ورغم أنهم وضعوا كمامات فإنها لم تنفعهم كثيراً وأصيب الكثيرون منهم، وشباب التنسيقية والكادر الإعلامي أصيب بالكامل، منهم من ودع الحياة وهو يحاول إسعاف مصاب، ومنهم من سقط مصاباً بانتظار من يسعفه".
وأضاف فراس: "العديد من العائلات ماتت وهي نائمة، وربما كانت محظوظة تلك العائلات، لأنها لم ترَ الأهوال التي رآها الآخرون، ولم تتعثر بالجثث في شوارع زملكا، وإنما تابعت نومها دون أن يستيقظ أحد أفرادها ليجد نفسه وحيداً بلا عائلة في هذا العالم".

 

ويقول مراد وهو أحد المسعفين وأحد المصابين والفاقد للكثير من أقاربه: "في الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف الليل سمعنا أصواتا غريبة كانت لإطلاق صواريخ، وسمعنا على اللاسلكيات نداءات تقول نحن نختنق"، ويتابع مراد: "انطلقت بسيارتي وخلال ربع ساعة قمت بإجلاء أكثر من 25 عائلة خارج مدينة زملكا، ولكن الغازات التي استهدفت منطقة سكانية ومكتظة بالسكان عبر أكثر من 8 صواريخ كيميائية جعلت من الهروب أمراً شبه مستحيل، فأخرجنا عدداً من الناس وعند عودتي إلى المدينة بدت لي وكأنها مدينة أشباح، الطرقات ممتلئة بالمصابين، وبدأت السيارات تتوافد من مناطق الغوطة بعد النداءات بالمساجد".

 

وأضاف مراد: "لكثافة الغاز وقلة عددنا كمسعفين فإن جميع من قام بالإسعاف أصيب".

 

وزاد: "قمنا بإخراج عائلات كاملة من البيوت كانت قد فارقت الحياة عائلات بأكملها لم يبقَ منها أي إنسان".

 

أما أحمد وهو احد المصابين فيقول: "فقدت الوعي، وعندما استيقظت وجدت نفسي في مشفى ميداني، ويقومون برش المياه عليّ، وقد جردوني من الملابس بسبب إصابتها بالمواد الكيميائية وإعطائي الأتروبين".

 

ويقول الدكتور حسام من الكادر الطبي في الغوطة: "حجم الصدمة كان كبيراً، حتى إن الأشخاص المدربين والأطباء أصيبوا بصدمة ولم يستطيعوا أن يتمالكوا أنفسهم ليتصرفوا بطريقة صحيحة".