السيستاني في مذكرات الغزاة!!
17 شعبان 1434
رافد العيساوي

هذا العرض سبق نشره ونعيده لأهميته وضيق انتشاره نثبته بأمانة باستثناء تنقيح الأغلاط المطبعية التي تضمنها:       

لم يمضِ وقتٌ طويل حتى تكشفت أوراق أكبر الشخصيات التي لعبت أهم دور في إسقاط العراق وتسليمه إلى قوات الغزو الأمريكية والبريطانية، ونعني بها تلك الشخصية المبهمة التي تسلقت حتى وصلت إلى "عرش" القيادة الدينية الشيعية في العراق، أي: المرجع الفارسي الأصل علي السيستاني، حيث اكتنف الغموض تلك المرجعية ومواقفها إلى أن  كشف اللثام عن عمالتها من خلال المذكرات التي سجلها العديد من القادة الأجانب الذين أشرفوا إشرافاً مباشراً على سير العمليات العسكريه في العراق حتى تم احتلاله بتواطؤ من المرجعية الشيعية المذكورة!!

 

أول هؤلاء هو الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر الذي ذكر في مذكراته طبيعة العلاقة بينه وبين السيستاني فقد أوضح أن رؤيتهم لسير الأمور في العراق اتحدت مع رؤية  السيستاني وهو ما  سهَّل عليهم العمل معاً وكان لذلك الأثر الكبير في إحكام السيطرة على العراق!! قال بريمر بالنص:(لقد أبلغَنا السيستاني بعد التحرير مباشرة، ومن خلال قنوات خاصة أنه لن يقابل أحداً من "التحالف"، ولذلك لم أطالب بعقد اجتماع شخصي معه. وقال لي هيوم الذي يفهم العالم العربي جيداً: إن 'السيستاني لا يمكن أن يقبل بأن يظهر علانية بأنه يتعاون مع قوة احتلال، كما أنه يريد ان يحمي جماعته من آخرين من أمثال مقتدى الصدر ولكنه سيعمل معنا، فنحن نشترك معه في الأهداف ذاتها'!!

 

وبينما كانت وسائل الإعلام العربية والأجنبية تتحدث عن الصِّلات المقطوعة بيننا وبين السيستاني، فإنني كنت على اتصال مستمر معه حول القضايا الحيوية، من خلال الوسطاء. وكان هيوم محقاً في تحليله، فقد أرسل لي السيستاني ذات يوم يقول: إن عدم لقائه بنا ليس ناتجاً عن عداء للتحالف، وإنما لأنه يعتقد أنه بذلك الموقف يمكن أن يكون أكثر فائدة لتحقيق أهدافنا المشتركة، وبأنه سيفقد بعض مصداقيته لدى أنصاره لو تعاون بشكل علني مع مسؤولي التحالف، كما فعل بعض العلمانيين من الشيعة والسنة او رجال دين شيعة ذوي مرتبة منخفضة)!!

 

ولم يمض وقت طويل على صدور مذكرات بريمر حتى قام وزير الدفاع الأمريكي السابق رامسفيلد بتدوين مذكراته التي حملت فضيحه كبرى للسيستاني حيث اعترف رامسفيلد بإعطاء رشوة كبيرة للسيستاني قدرها 200 مليون دولار أمريكي في مقابل مساعدة السيستاني لهم وقال رامسفيلد: (إن علاقة صداقة قديمة قامت بيني وبين السيستاني ترجع إلى علم 1987 أثناء إعداد السيستاني لتسلم مهمام المرجعية بعد الخوئي)!!

 

وأشار إلى "أن الاتصال بينهما كان يتم عن طريق وكيله-وكيل السيستاني- في الكويت جواد المهري". وأضاف وزير الدفاع الأمريكي: (قدمنا هدية لأصدقائنا في العراق على رأسهم السيستاني قدرها 200 مليون دولار، وبعد قبول السيستاني للهدية أخذت علاقاتنا معه تتسع أكثر فأكثر)!!

 

ولم يتوقف مسلسل مذكرات قادة الاحتلال حول تعاون السيستاني معهم حيث صدر حديثا عن دار النشر (كانونجيت) في بريطانيا الكتاب الأول للسير الجنرال البريطاني ريتشارد دانات يتحدث في بعض فصوله عن مرجعية السيستاني حيث يقول  دانات: (أغلب جنودي انهزموا نفسياً بعد أسابيع من احتلال العراق وإن واشنطن سببت العنف في العراق ولم تستطع التعامل معه إيجابياً بل كانت تزيد الوضع سوءاً). ويضيف في مذكراته: (إن بريطانيا أصبحت مهزوزة داخلياً بسبب دخولها حرب العراق الأخيرة وبات أمنها الداخلي محط تخوف دائم بالنسبة للقيادة الأمنية).. وعن علاقته بالشخصيات العراقية تكلم في الفصل الثاني من المذكرات ومما قاله: (كنت أتمتع بعلاقات وطيدة مع العديد من السياسيين العراقيين الذين كنا نلتقي بهم في لندن قبل الحرب الأخيرة، وكذلك مع بعض رجال الدين الذين كان لحكومتي تعاون مسبق معهم حول تسهيل عملية الدخول والتنقل في مناطق العراق خصوصا الجنوبية منها)..

 

إن مذكرات ريتشارد دانات مع ما سبقها من مذكرات قادة الاحتلال الامريكي والبريطاني مع ملاحظة الواقع الذي عاشه ويعيشه العراق تحت ظل مرجعية السيستاني وحكومتها التي ألحقت بالعراق وشعبه الأذى فنهبت خيراته ومزقت وحدته وحرمت شعبه أبسط حقوقه لهو دليل واضح على أن حجم المؤامرة على العراق كان كبيراً جداً استغل فيها الشعب العراقي والشيعة على وجه الخصوص من قبل ما يسمى بالمرجعيه العليا للسيستاني. وإن السيستاني يتحمل وزر كل ما حل بالعراق وشعبه ونحن نطالب بمحاكمته محاكمة عادلة تكشف تورطه وعمالته مع أعداء العراق ضد الشعب العراقي!!