أنت هنا

19 جمادى الثانية 1433

باعتصام دائم في قلب العاصمة نواكشوط، بدأ آلاف الموريتانيين ثورة لإسقاط نظام الرئيس العسكري محمد ولد عبد العزيز الذي حكم البلاد بعد انقلاب عسكري عام 2009 ولم يلتزم بتعهداته بالديمقراطية.

 

وبعد أن سار الآلاف من الموريتانيين عدة كيلومترات مطالبين برحيل الرئيس محمد ولد عبد العزيز المتهم بالاستبداء وسوء الحكم، بدأ المتظاهرون مساء الأربعاء اعتصاما دائما.

 

ورفعت شعارات: "عزيز، رمز الاستبداد وسوء الحكم" و"عزيز ارحل" و"عزيز يكفي"، وتوعد المتظاهرون بانتهاج "المقاومة السلمية" من خلال "اعتصام دائم".

 

وكانت آخر محاولة لإقامة اعتصام دائم في إحدى ساحات نواكشوط قد فشلت بعد أن قامت قوات الأمن بتفريق المحتجين.

 

وقال مصطفى ولد بدر الدين، أحد قادة المعارضة، خلال اجتماع قبل الاعتصام: "نعلم أن النظام سيلجأ مجددا إلى القمع ولكن سوف نصمد سلميا".

 

ومن ناحيته، قال مفوض في الشرطة لوكالة فرانس برس إن "السلطات سمحت بمظاهرة واجتماع وليس باعتصام".

 

وتعتبر تنسيقية المعارضة الديموقراطية (التي تضم في إطارها عشرة أحزاب معارضة من بينها الأحزاب الإسلامية الرئيسية في البلاد) أن الرئيس "ولد عبد العزيز فقد كل شرعية بعد تجاهله لالتزاماته في إطار اتفاقات دكار"، التي أتاحت إجراء انتخابات في العام 2009 بعد الانقلاب العسكري الذي قام به قبل عام من ذلك.

 

وعلى عكس ذلك، يقول انصار الرئيس عبد العزيز إن "طريق الانتخابات والديموقراطية هي الطريق الوحيد" الواجب اتباعه، معتبرين أن "الواجب يفرض على السلطة تحاشي الفوضى التي تجر المعارضة البلاد إليها"، بحسب ما قال النائب سيدي محمد ولد مهام الذي ينتمي إلى الأكثرية.

 

وكانت احتجاجات واسعة تلاها اعتصام مفتوح في قلب العاصمة المصرية القاهرة قد نجح في إسقاط نظام الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك خلال 18 يوما انتهت بتنحيه عن الحكم في 11 فبراير 2011.

 

واستلهاما لروح الربيع العربي الذي انطلقت شرارته من تونس، بدأت التجمعات الشبابية في ميدان جامع ابن عباس في نواكشوط. وقالت وكالة أنباء الأخبار المستقلة الموريتانية إن شباب المعارضة بدؤوا بالاستعداد للمواجه مع الشرطة بقطع جميع الطرق المؤدية إلى الميدان من أجل صد تقدم الشرطة.

 

وقطع الشباب الطرق الخليفة الثلاث المؤدية إلى الساحة، كما شارعا رئيسيا ومنعوا مرور السيارات بالمنطقة واستخدموا الحواجز المتاحة لقطع الطريق.

 

وقالت الوكالة إن السلطات سحبت قوات أمن الطرق بالكامل، فيما تواجدت عناصر الشرطة داخل ساحة الاعتصام بملابس مدنية استعدادا للاقتحام.