يا لثارات الحسين
7 ربيع الأول 1433
منذر الأسعد

الشيخ محمد جاد الزغبي مؤلف كتاب: يا لثارات الحسين، معروف لجمهور عريض من خلال برامج تلفزيونية متخصصة في فضح الرافضة، بثتها قنوات فضائية إسلامية ظهرت في السنوات القليلة الأخيرة، لتتصدى للمد الصفوي الذي ينشر سمومه في عشرات من قنوات الضلالة التي جاهرت بعقائد القوم بما فيها من شركيات ومن شتم لأفضل البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم صحابة النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وأمهات المؤمنين.

 

يستهل الشيخ الزغبي كتابه بتفنيد شبهات واهنة يتشبث بها نفر من أهل السنة لأسباب حزبية أو نتيجة خلل عقدي لديهم، فيعارضون فضح زندقة الصفويين بذريعة ما يسمونه "الوحدة الإسلامية"، متجاهلين استحالة إقامة أي وحدة فعلية بين من يؤمن بالقرآن الكريم كله، وبين من يفترون على الله تعالى الكذب بادعائهم وقوع التحريف في التنزيل العزيز الذي تكفل الحق تبارك وتعالى بحفظه، وبين من يترضى على الصحابة الذين نصروا الإسلام وبذلوا في ذلك الأرواح والأموال وزكاهم من يعلم السر وأخفى تزكيات عظيمة، وبين الذين يحكمون على خير القرون بالكفر-والعياذ بالله- ما خلا ثلاثة أو أربعة!!!

 

ثم يقدم المؤلف الفاضل قراءة رائدة في الأشعار العامية الرافضية التي يرددونها باسم اللطميات ،  ليفاجأ الإنسان غير المطلع بما تحتوي عليه من سم زعاف يشتمل على الكفر البواح ولعن للصحابة وأم المؤمنين عائشة ، فضلاً عن التحريض على قتل أهل السنة جملة وتفصيلاً.

 

ويوضح الشيخ خطورة هذه الأشعار بأنها المصدر الأول -وربما الوحيد- لعامة الشيعة الجهلاء في تكوين عقائدهم ومواقفهم من المسلمين، وكانت العنصر الرئيس لسلوكهم فهم  لجؤوا إلى اللطميات والحفلات الجماعية التي يقوم عليها متخصصون يستمعون فيها إلى قصة استشهاد الحسين ويمارسون اللطم والتطبير وهو ضرب الرؤوس بالجنازير والأمواس والشفرات الحادة، وهذه الممارسات عمقت من ناحية انتماء العوام للمذهب ومن ناحية أخرى دربتهم عمليا على الذبح والقتل والتعود على رؤية الدماء على نحو جعل من ممارسي هذه الشعائر كتائب وحشية جاهزة للانطلاق في أية لحظة تغتنم فيها الفرصة.

 

وهذا هو ما اتضح لأعين الجميع بعد احتلال العراق وتمكن النفوذ الإيراني منه ،  حيث برزت جرائم الشيعة ضد السنة في العراق والقتل على الهوية أي القتل لمجرد معرفة أنك سني ولو عن طريق الاسم ،  كأن يكون اسمك عمر أو أبو بكر أو عثمان أو خالد ،  لأن الشيعة لا تتسمى بهذه الأسماء قط !! ويضيف الشيخ: وليت الأمراقتصر على القتل في حد ذاته بل المصيبة في وسائل القتل التي نقلتها أجهزة الإعلام والقائمون على المقاومة العراقية وتضج بها مواقع الإنترنت والصحف ، حيث حفلت مصادر الإعلام بصور حية لجرائم الكتائب الشيعية تميزت بأنهم يقتلون بطرق لم نسمع بها حتى في عهد نازية أدولف هتلر وفاشية موسولينى وشيوعية لينين وستالين فهناك من تم قتلهم من أئمة مساجد السنة والأفراد والأطفال بطرق السلخ والسلق وطريقة القتل بالمثقاب الكهربائي أو شق الجسم طوليا ثم خياطته بخيوط معدنية والضحية في وعيها الكامل أو القتل حرقا إلى آخر تلك "المبتكرات" التي تميزت بها فصائل الموت الشيعية في العراق.

 

وهي لا تختلف عن مواريثهم في التاريخ فقد مارسها الشيعة قديما مع المغول في بغداد والشام على يد الطوسي وابن العلقمي والكنجي ،  ومارسها أيضا العبيديون المعروفون خطأ باسم الفاطميين  في مصر.

 

ويعرض المؤلف نصوصاً موثقة من أمهات كتب القوم تحض على استباحة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم إذا تمكن الرافضة وتحقق إفلاتهم من العقاب.

 

ويخصص المؤلف الفصل الثاني من كتابه للعلاقة بين الشيعة والأزهر والإعلام، حيث تفنن القوم بما لديهم من خبرة في الكذب، تفننوا في الافتراء على علماء الأزهر بأنه يبيحون التعبد بالمذهب الشعي الاثني عشري، وأسهم الإعلام –جهلاً أو عمداً- في ترويج تلك الأكاذيب.

 

ولعل أشهر فتوى في هذا الموضوع هي تلك المنسوبة إلى شيخ الأزهر الشيخ محمود شلتوت، التي لم يعثر لها على أثر سوى الادعاء بلا بينة، بل إن المؤلف ينقل عن شلتوت كلاماً شديد الوضوح في اشتراطه تخلي الرافضة عن شركياتهم وغلوهم في الأئمة قبل الموافقة على أي تقارب معهم!!ويعزز الزغبي رؤيته بإيراده قائمة لأبرز علماء الأزهر الذين عرفوا حقيقة الرافضة وجابهوا أباطيلهم من خلال الكتب والبيانات والبرامج المتلفزة...

 

ثم يعقد المؤلف فصلاً للعلاقة غير المستقرة بين الأزهر والسلفيين، ويبين ما شابها من أدران نتيجة التعصب وسوء الفهم وتغليب الأحكام المعلبة، ثم يغوص في أغوار الاختلاف على التصوف المذموم وليس المقبول، ليصل إلى خطورة هذا الخلاف الذي يستغله الرافضة لنشر مذهبهم الخبيث ولا سيما في مصر.

 

وفي فصل آخر يقدم الشيخ الزغبي أدلة ناصعة على شرور الرافضة والخطر الكامن وراء تغلغله في بلاد الإسلام، ليعرض بعده تجربة قناة صفا الفضائية التي يجزم المؤلف بأنها أصبحت رأس رمح في التصدي للمد المجوسي الجديد، ثم يقدم رؤية تحليلية لدور قناة المستقلة في تنبيه الوعي العام بأخطار الرافضة وضلالة دينهم الفاسد.

 

وختاماً: فالكتاب الذي لا تزيد صفحاته على 134صفحة، إنما هو سياحة شائقة مع ربان ماهر ذي رصيد معرفي متميز في موضوع الرافضة من الناحيتين الفكرية والعملية.