ويومئذٍ يفرح المؤمنون... وانتصر القسام
16 ذو القعدة 1432
حمزة إسماعيل أبو شنب

نعم لقد دخلت الفرحة قلوب المؤمنين المجاهدين المرابطين الذين سطروا دائماً أسمى معاني الجهاد على ثرى بيت المقدس وأكناف بيت المقدس , نعم لقد فرح المؤمنون الذين سخروا ألسنتهم بالدعاء والنصرة لشعب فلسطين ، الذين قدموا الغالي والنفيس من أموالهم وقوت أبنائهم لقدومهم دعماً للمجاهدين في أرض الرباط والمقاومة , بعد أن تحقق لهم قول الله تعالى ( نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنون

 

لقد حققت المقاومة الفلسطينية اليوم بفضل من الله إنجاز صفقة الأسرى بعد مفاوضات مكوكية بين المقاومين والاحتلال امتدت إلى خمس سنوات ، تعرضت لها المقاومة الفلسطينية للعديد من الضغوط من قبل النظام المصري السابق حتى تنجز هذه الصفقة بأقل الخسائر لصالح الجانب الصهيوني.
فعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي فقد حققت الصفقة العديد من الإنجازات وكسرت الكثير من الحواجز التي كان يضعها الاحتلال أمام كل الصفقات أو المفاوضات مع سلطة رام الله وذلك من خلال:
1.    الوحدة بين أرض فلسطين كاملة من بحرها إلى نهارها وذلك من خلال الإفراج عن عدد من أسرى القدس وعرب 48 الذين طالما كان الاحتلال يرفض الحديث عنهم باعتبارهم مواطنين في دولة إسرائيل،  محققة حركة حماس صدق رؤيتها للحق الفلسطيني في كامل التراب.  
2.    لقد حققت الصفقة وحدة وطنية من خلال الإفراج عن أسرى من كافة التنظيمات الفلسطينية بعد أن كان الاحتلال يرفض الإفراج عنهم بسبب معارضتهم لاتفاق أوسلو، بذلك تكون حركة حماس أكدت على موقفها الثابت أنها مع الوحدة الوطنية.  
3.    لقد حققت الصفقة إنجاز ونصر لمنهج المقاومة المسلحة الذي تدعو له وتتبناه بعد أن تمكنت من فرض إرادتها.
4.    لقد استطاعت المقاومة أن تظهر الفرق بين من يخاطب الاحتلال بلغة القوة والمقاومة وبين من يخاطب الاحتلال بلغة التنسيق والتعاون الأمني .
5.    لقد نجحت حماس بإقناع الشارع الفلسطيني بجدوى مشروعها القائم على قاعدة يد تبني ويد تقاوم . 

 

أما على الصعيد الخارجي فكانت حركة حماس ونهجها المقاوم هي الرابح الأكبر في إنجاز الصفقة ليس لأنها هي من أنجز الصفقة ولكن أيضاً أكدت على نجاح فكرة المقاومة والدولة من خلال خطف الجندي الصهيوني وهي تقود الحكومة الفلسطينية العاشرة ، ومن خلال الصفقة ستربح حماس علاقات أوسع مع مصر الثورة بعد أن أعطت القيادة المصرية إنجازين مهمين فكان الأول بأن وافقت حماس على التوقيع على الورقة المصرية والثاني بإنجاز الصفقة برعاية وإدارة مصرية ، وهذا سيعزز العلاقة بين الجانبين في المرحلة الحالية رغم التحسن الطفيف بالعلاقات بعد سقوط نظام مبارك ، وستشهد الفترة القادمة انفتاح كبير على حركة حماس من المحيط العربي الرسمي بشكل أوسع في تطور العلاقات مع الجانب التركي ، وهنا لا أريد الحديث عن حال عباس مما يجري الآن بعد فشل مشروع التسوية والدولة ونجاح نموذج كان يعارضه بشدة ويندد بأفعاله.

 

 الصفقة  أُنجزت  لأن المفاوض الفلسطيني وقف عند تطلعات شعبه, وأسراه الذين كان ينتظرون بفارغ الصبر إتمام صفقة التبادل بين كتائب القسام والاحتلال , الصفقة أُنجزت لأن المفاوض تمسك بالإفراج عن الأسرى أصحاب الأيدي الملطخة بالدماء على حد وصف الاحتلال.

 

نعم إنهم على قدر من المسئولية الكافية , لأنهم لا يبحثون عن VIP من أجل التحرك , أو مناصب دنيوية , بل حملوا أرواحهم على أكفهم ,لا يبغون إلا شهادة في سبيل الله , كثرة جراحهم من محاولات الاغتيال لن توقفهم عن تلبية طموح الشعب , ولن توقفهم أيضاً عن تطوير وسائل المقاومة , أو محاولة أسر جنود جدد ؛ لتعزيز موقفهم التفاوضي , نعم إنهم قيادة كتائب القسام . 

 

إنه المفاوض القسامي  , يحمل بين أطيافه الفروق الواضحة بين مفاوضين سلطة رام الله ,  الذين لم يستطيعوا أن يفرجوا عن هؤلاء الأسرى خلال فترة تفاوضية بلغت خمسة عشر عاماً,  وكيف سيفكرون بهم , وهم من يصفون أعمالهم تارة بالإرهابية ,  وتارة بالحقارة , ومرة بالعبثية, وعلى المواطن أن يفرق , بين من يتنقل على الحواجز بالــVIP , وبين من يقصف بالــF16 .

 

 

بالرغم من أن الصفقة لم تستطع الإفراج عن كافة أصحاب المحكوميات العالية إلا أنها بكل المقاييس انتصار كبير لحركة حماس ، وإن من سيبقى في السجون على ثقة كاملة بكتائب القسام (وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)