دعا فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر الجيش والقوى الأمنية اليمنية إلى الانحياز للشعب اليمني وانتفاضته ضد الظلم الذي ارتكبه نظام علي عبد الله صالح بشعبه.
وقال الشيخ العمر الأمين العام لرابطة علماء المسلمين "إنني أدعو الجيش اليمني والحرس الجمهوري وقوى الأمن بشتى أنواعها إلى الانضمام إلى هذه الانتفاضة للتخلص من هذا النظام الذي بطش بشعبه وارتكب جرائم دموية بحق شعب الأعزل".
وأضاف فضيلته أنه "مع كثرة الفرص التي أتيحت لحاكم اليمن؛ فإنه ظل يمكر ويخادع ويراوغ ظاناً منه أن الزمن سيكون لصالحه؛ فضاعت فرص كان بالإمكان أن تحقن فيها الدماء وتجنب ويلات الفتن".
وأكد د.العمر المشرف العام على مؤسسة ديوان المسلم في تصريحات خاصة لموقعها على عدم جواز إطلاق الجيش اليمني وجميع القوى رصاصة واحدة تجاه هذا الشعب الأعزل، ووجوب "المبادرة إلى الانضمام للانتفاضة من أجل التخلص من هذا النظام الفاسد الذي اتضح فساده وبطشه وظلمه وأنه لا يختلف عن الأنظمة في ليبيا ولا في سوريا ولا قبل ذلك في النظامين السابقين في تونس ومصر".
ووجه فضيلته كلمة للشعب اليمني جاء فيها "أقول أعانكم الله فآمل أن تقفوا صفًا واحدًا خلف علمائكم وألا تتفرقوا وألا تتيحوا للقوى الخارجية استثمار هذه الأوضاع المؤسفة، كما يحدث من تدخلات إيران وغيرها، فأرى أن يقف الشعب اليمني صفًا واحدًا؛ فالرافضة ومن يمثلهم من الحوثيين هم غرباء عن الشعب اليمني، عقيدة ومنهجاً". ودعاه إلى الوقوف صفاً واحداً معتصمين بحبل الله، حيث أشار إلى أن "اليمن في الحقيقة لا يمكن أن يوحد صفوفه إلا حول الإسلام وعلى القرآن والسنة، فأي محاولة لتوحيد الصف على غير هذا الكتاب، هي محاولات يائسة وبائسة وفاشلة في أولها ونهايتها".
كما أثنى على موقف العلماء في اليمن وقولهم الحق في هذه الفتنة، طالباً إياهم بإبراز صوتهم الموحد ومواقفهم الواضحة في هذه المرحلة الدقيقة، والحرص على تجنب أي اختلاف حتى التخلص من هذا النظام وإقامة آخر قائم على الكتاب والسنة.
وسأل الله عز وجل أن "يوفق الشعب اليمني وأن يحقق أهدافه الخيرة ويجتمع على كلمة سواء، وأن يختار من حكامه من يحكمه بكتاب الله جل وعلا وسنة النبي "صلى الله عليه وسلم" بعيدًا عن الولاءات الغربية والشرقية التي أضاعت الأمة خلال العقود الماضية، حيث لم تصل الأمة في الحقيقة إلى هذا المستوى من الفوضى والظلم إلا ببعدها عن كتاب الله جل وعلا وولاءاتها المشبوهة للغرب والشرق الذين تخلوا عنها في أحلك الظروف"، لافتاً إلى أن هذا ديدن هؤلاء في الدنيا والآخرة، مضيفا: "وهذا معروف قد بينه القرآن، فكما أن إبليس تخلى عن أتباعه يوم القيامة، فقال "ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتموني من قبل"، مثلما بين الله جل وعلا، هم كذلك يتخلون الآن عن أتباعهم في الدنيا قبل الآخرة، كما قال الله عز وجل: "إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب"، فها هو ما نراه أمام أعنيننا في الدنيا قبل الآخرة".
وشدد فضيلته على مسألة الوحدة وعدم الانسياق وراء دعاوى الانفصال التي تضعف الشعب اليمني، حيث إن المظالم قد وقعت على الشمال والجنوب معاً وإن كانت بدرجات متفاوتة، وعلى أن الحل يكمن في تطبيق العدل في اليمن وهو الذي يتحقق بتحكيم كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فمفسدة الظلم لا تدفع بمفسدة الانفصال وإنما بتحقيق العدل بين أبناء الشعب اليمني الواحد، وقال: "يجب على الشعب اليمني أن يتوحد تحت قيادة واحدة تحقق العدل للجميع فيه، فلا يحقق العدل إلا الإسلام ومنهج القرآن والسنة، والحقيقة أن الشمال والجنوب هم شعب مسلم أما الزعامات الأخرى كالشيوعيين والقوميين فهي تخالف ما يعرف عن الشعب اليمني من تمسكه بدينه وإسلامه".