أنت هنا

18 جمادى الثانية 1432
المسلم/ واس

أكد سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، رئيس اللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ عبدا لعزيز بن عبدالله آل الشيخ على مشروعية إصلاح ذات وقال إنه أمر عظيم لتوحيد الصف، وجمع الكلمة وإزالة الشقاق والجفاء بين الناس، وحلّ الخلافات الزوجية وبين ذوي الارحام.

 

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها فضيلته في جامع الإمام تركي بن عبد الله بالرياض أمس إن دين الإسلام دين العدل والإنصاف والتآلف واجتماع الكلمة، وإحقاق الحقوق ورفع المظالم، وقطع دابر الفساد في الأمة.

 

وأشار إلى ضرورة إصلاح ذات البين وقال : إنه "عمل شريف فاضل وثوابه عظيم"، و"خير أن يتناجى به المتناجون " وأنه نفع متعدٍ أفضل من نوافل الصلاة والصيام والصدقة،

 

وقال فضيلته : إن الشرع أباح الكذب وهو من كبائر الذنوب ولكن أبيح في إصلاح ذات البيْن والتوفيق بين المتنازعين لقطع دابر الفتنة, مضيفاً إلى أن المصلح لو احتاج إلى بذل مال في سبيل وأد فتنة فله أن يعطى من الزكاة مقدار ما بذل لإصلاح ذات البين حتى لو كان مقتدرا ويملك الأموال .

 

وحدد المفتي العام مجالات إصلاح ذات البين وقال أنها كثيرة وتشمل الكثير من الأمور العامة والخاصة التي يقع فيها نزاع وقد يترتب عليه فساد وجفاء وخصام، مضيفا إن يكون الإصلاح ذات البين بين عامة الناس بين بعضهم البعض وأعظم إصلاح ذات البين بين الزوجين حتى لا يقع الطلاق ويفرق بينهما ويشرد الأولاد، والإصلاح بين ذوي الأرحام، وبين الراعي والرعية فكما للراعي حقوق ومسؤوليات عليه حقوق وواجبات إزاء الرعية، فيجب حل القضايا بين الراعي والرعية في حدود المسؤوليات وحل مشاكل الناس وحل قضاياهم بما يضمن الأمن والاستقرار، فالراعي له حق وعليه حقوق ولكن يجب الابتعاد عن الانتقاص وترديد الشائعات، وكذلك الإصلاح بين القبائل المتناحرة خوفا من الفتن وحقنا للدماء، وكذلك الإصلاح بين الورثة، والإصلاح بين الدعاة والعلماء، والتقريب بين وجهات النظر بين الكتّاب والصحفيين والاعلاميين، فهناك من يكتب مقالا يفهم خطأ أو يثير التباسا ومن ثم يجب ان يقوم المصلح بين الدعاة والصحفيين والإعلاميين لإصلاح الخطأ وإزالة الالتباس، وكذلك قيام القاضي بالصلح بين المتخاصمين، والإصلاح في الحوادث المرورية، وبين أصحاب الشركات والمكفولين، وبين الشركات المساهمة وبين المساهمين على ان ترد لهم حقوقهم ولا يقوم أصحاب الشركات بإخفاء الحقائق والأموال

 

وبين فضيلته إن إصلاح ذات البين لا يكون لوجاهة أو لمنصب أو لمال او شهرة بل هو لله عز وجل ولابد إن تتوافر الصفات المطلوبة في من يقوم بإصلاح البيْن ومنها ان تكون نيته لله وعمله بلا رياء ولا سمعة فيكون تقربا للمولى عز وجل، وان يكون هدفه جمع القلوب وان يكون شاكرا لله أن وفّقه للعمل الصالح، وان لا يقدم للإصلاح إلا بعد إن يعرف كافة تفاصيل القضية ويسمع للجميع، ويلمّ بها ولا يسمع لطرف دون آخر، ولا يكون هدفه نصرة الغني وصاحب الجاه على الفقير صاحب الحق، وان يكون عادلا لا يجامل ولا يحابي وان يستعين بالله في كل خطوة من خطوات الإصلاح، وان يصلح صلحا لا يترتب عليه تحريم حلال ولا تحليل حرام، بل يجب إن يكون إصلاحه موافقا للشرع ويختار الوقت المناسب.