أنت هنا

12 ربيع الأول 1432
المسلم- متابعات

أصدرت السلطات السورية حكما بالسجن لمدة خمسة سنوات على المدونة الشابة طل الملوحي بعد أن اتهمتها بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وهي تهم نفتها واشنطن وجهات حقوقية قالت إن اعتقالها جاء بسبب تعليقات كتبتها على مدونتها.

 

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له إن الحكم صدر عن محكمة أمن الدولة بدمشق.

 

وكانت المحكمة قد وجهت إلى الملوحي (19 عاما) تهمة "كشف معلومات كان ينبغي إخفاؤها عن بلد أجنبي". وقال محامو الملوحي إن القاضي الذي نظر في قضيتها لم يقدم أية أدلة تدعم الاتهامات التي وجهت إليها.

 

وكانت الملوحي طالبة الثانوي التي ترتدي الحجاب قد نشرت مقالات على الإنترنت عبرت فيها عن تطلعها للاضطلاع بدور في رسم مستقبل بلادها التي حكمها حزب البعث على مدى الأعوام الخميسن الأخيرة. كما طالبت في مقالاتها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ببذل المزيد من الجهد لدعم القضية الفلسطينية.

 

واختطفت الملوحي في ديسمبر 2009 من منزلها وبقى مكان احتجازها لدى السلطات مجهولا. وفي نوفمبر الماضي قالت ثلاث جماعات سورية معنية بحقوق الإنسان إن طل الملوحي "أخضعت في العاشر من نوفمبر للتحقيق من جانب محكمة أمن الدولة العليا، وأنها أعيدت إلى سجن النساء في دوما".

 

وكانت الإدارة الأمريكية قد ناشدت سوريا يوم السبت الماضي إطلاق سراح الملوحي. وقال فيليب كرولي الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان مقتضب إن "الولايات المتحدة تدين بشدة المحاكمة السرية التي أخضعت السلطات السورية المدونة طل الملوحي لها، وتطالب بإطلاق سراحها فورا".

 

وجاء في البيان أن واشنطن "تنفي بشكل قاطع أية اتصالات قالت السلطات السورية إن الملوحي قامت بها مع الولايات المتحدة، وتعتبر هذه الادعاءات عارية تماما عن الصحة".

 

وأضاف البيان: "نطالب الحكومة السورية بإطلاق سراح كل سجناء الرأي الذين يقبعون في سجونها، ونطالبها بالسماح لمواطنيها بالتمتع بحقوق التعبير والتجمع دون خوف".

 

ولم ترد السلطات السورية على الدعوة الأمريكية.

 

وفي سوريا أحد أسوأ الأنظمة البوليسية في الدول العربية، حيث يدان أي شخص يحاول انتقاد النظام علنا حتى لو على نطاق ضيق. وتلجأ السلطات لقوانين تعسفية لمعاقبة معارضيها، حيث تتراوح التهم بين الإخلال بالسلم العام والتخابر مع جهات أجنبية.

 

ويواجه المعتقلون السياسيون في سوريا أشد أنواع التنكيل، حيث تفضى بعض حالات التعذيب إلى الموت، كما تقوم أجهزة أمنية سرية في بعض الأحيان باختطاف المعارضين ولا يعرف مكان اختفائهم.