
انطلقت حملة تبرعات قادها عدد من قيادات التيار الإسلامي في مصر؛ من أجل الاستحواذ على حيز لباقة تلفــــزيونية على قمر مواز للنايل سات يتم بثه من أوروبا، لإعادة بث القنوات الإسلامية التي أغلقتها إدارة قمر نايل سات مؤخرا.
ودعت هذه القيادات لمظاهرات حاشدة عقب صلاة الجمعة اليوم في القاهرة والإسكندرية احتجاجاً على إغلاق إدارة القمر الصاعي المصري "نايل سات" لعدد من القنوات الفضائية الإسلامية.
واعتبرت هذه القيادات في بيان لها أن إغلاق القنوات الفضائية الإسلامية يأتي في إطار مخطط يصب في صالح الكنيسة المصرية والشيعة.
من جهتها, رحبت قيادات من جماعة الإخوان المسلمين بالدعوة, كما هدد الداعية المعروف الدكتور صفوت حجازي بالإضراب عن الطعام، واللجوء السياسي إذا لم تتم إعادة قناة 'الناس'.
وقالت مصادر في التيار السلفي: إن حملات تبرعات بدأ سلفيون تنفيذها داخل مصر وخارجها تستهدف الاستحواذ على حيز لباقة تلفــــزيونية على قمر مواز للنايل سات يتم بثه من أوروبا، بالإضافة إلى حجز مساحات على القمــــر القطري سهيل الذي ينطلق بالقرب من مدار نايل سات نهاية عام 2010، وسوف يتم إطــــلاق الباقات التلفزيونية الدينيـــة الجديدة تحت اسم القمر الإسلامي الذي بدأت حملات السلفيين في الدعوة إلــيه عبر شبكة الإنترنت، ليضم جميع القنوات الإسلامية التي ترفض نايل سات استضافتها.
وكان قرار إغلاق إدارة القمر الصناعي "نايل سات" مؤخرا لعدد من القنوات الفضائية الإسلامية وإنذار البعض الآخر قد أثار موجة من التساؤلات والانتقادات خصوصا مع بقاء عدد من القنوات الطائفية والخلاعية مستمرة في البث.
واعتبر عدد من علماء الأزهر الحملة تستهدف الإعلام الديني وتعكس الرغبة في إفساح المجال أمام الإعلام "الضال المضل" وقنوات "العري والإباحية للسيطرة على الساحة الإعلامية ونفث سمومها".
وربط العلماء بين قرارات الإغلاق التي شملت مجموعة القنوات الدينية التي تبث بمصر والقرارات بإغلاق عدد من القنوات الإسلامية التي تبث من البحرين والأردن عبر القمر "نور سات"، مشيرين إلى ما تردد عن ضغوط أمريكية من أجل إغلاق قنوات "العفة والتدين" وإفساح المجال أمام قنوات "العري والخلاعة"، بعدما نجحت القنوات الدينية في جذب جمهور عريض من المشاهدين في مصر والوطن العربي.
ووصف المفكر الإسلامي والأستاذ بالأزهر الدكتور إبراهيم الخولي القرار بالمغرض والراغب في وقف تنامي الصحوة الإسلامية لصالح "توجهات مشبوهة"، مشيرًا إلى أن نجاح القنوات الدينية في تسجيل نسبة مشاهدة عالية، واجتذابها لجمهور كبير من المشاهدين جعل الآلة الأمريكية تتحرك ضدهم، رغبة في وأد الصحوة الإسلامية التي أسهمت في انتشارها بين نسبة كبيرة من المواطنين، مقابل تشجيع نشر ثقافة الخلاعة والمجون، مستغربًا بشدة عدم مساس الحملة بأي من قنوات العري والفجور واقتصارها فقط على القنوات الدينية.
وأشار الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر إلى وجود أياد خارجية تقف وراء إغلاق القنوات الدينية، بعدما نجحت تلك القنوات في فضح ما وصفه بـ "المخطط الأمريكي لتذويب هوية الأمة".
وأضاف: لم يكن أمام الأمريكان إلا العمل على إغلاقها رغبة في تنشيط مخططهم لإفساد عقائد شباب المسلمين ولم تجد واشنطن أمامها سوى الزعم بتبني هذه القنوات لأفكار جماعات العنف حتى تجد ذريعة لإغلاقها.
وكانت إدارة نايل سات قد أغلقت 12 قناة منها قنوات الحافظ والناس وصفا والرحمة,كما أنذرت 20 قناة أخرى منها المجد والفجر.