
لا يزال علمانيو تركيا يحاولون تصعيد أزمة الحجاب في البلاد، رغم موافقة الشعب التركي على تعديل الدستور لتوسيع الحريات الفردية والدينية. وتجدد الحديث حول الحجاب في الأوساط الرسمية مع اقتراب العيد القومي لتركيا الذي يقام له احتفال بالقصر الرئاسي، ومن المقرر أن يصطحب فيه قادة البلاد زوجاتهم المحجبات.
آخر هذه المحاولات المتعصبة ضد الحجاب جاء قبل أيام من الاحتفالات الرسمية بالعيد القومي التركي المقررة يوم الثلاثاء 19 أكتوبر، حيث أعلن "حزب الشعب الجمهوري" المعارض (علماني) مقاطعته للحفل الرسمي الذي يقيمه الرئيس التركي عبد الله جول في قصر الرئاسة بالعاصمة أنقرة لأن القادة السياسيين في حزب العدالة والتنمية الحاكم سيصطحبون زوجاتهم المحجبات.
وردا على ذلك، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن "القصر الرئاسي ملك للجمهور، ولا يمكن منع أحد من الجمهور من دخول هذه الأماكن".
وذكر موقع "أخبار العالم" التركي الصادر بالعربية أن أردوغان أجاب على سؤال أحد الصحفيين له بشأن اصطحابه زوجته السيدة أمينة إلى الحفل هذا العام، بأنها قد تأتي معه، مؤكدا أنه "لا يوجد ما يمنعنا من ذلك". وأضاف أنه قد يصطحب أيضا ابنته المحجبة.
وعلق أردوغان على تصريحات "حزب الشعب الجمهوري" قائلا إن زوجته "لا تجد أي مشكلة عند دخولها البيت الأبيض في الولايات المتحدة، أو أي مكان رسمي في أوروبا، بينما يسبب حجابها مشكلات فقط تركيا".
وكان كمال قليتشدار أوغلو رئيس "حزب الشعب الجمهوري" قد أعلن أن حزبه لن يشارك في الاحتفال الرسمي، لأن القيادات السياسية ستصطحب معها زوجاتها المحجبات إلى داخل قصر الرئاسة، مؤكدا بذلك على موقفه المعادي لارتداء الحجاب داخل مؤسسات الدولة.
وانتهي خلال الأسابيع الماضية قسط كبير أزمة الحجاب في تركيا التي يتأذى بها طالبات الجامعات بشكل خاص. فقد قضت الإدارة التعليمية العليا بمنع إدارات الجامعات من طرد الطالبات المحجبات من المحاضرات والاكتفاء برفع تقرير إليها.
ويأتي القرار بعد شكوى تقدمت بها طالبة جامعية محجبة تعرضت للطرد من جانب أحد الأساتذة في إحدى المحاضرات، وندما رفضت الخروج من محاضرة أخرى احجتج الأستاذ الجامعي وقرر الخروج من المحاضرة.