
مع قرب الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب السوداني, وجه الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، نداءا أخيرا للسودانيين داعهم فيه إلى نبذ الخلافات وحذرهم من مخططات "إسرائيلية" وغربية تسعى لفصل الجنوب عن الشمال.
وطالب القرضاوي المخلصين من أبناء السودان وأصدقائه بالعمل على توحيد كلمة الأطراف المتنازعة حتى يبقى بلدا قادرا على أن يبني نفسه، ويدخل في مرحلة التقدم والنهضة.
وأكد فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالدوحة، على أهمية وحدة الشعب السوداني، مؤكدا أن "الاتحاد يقوي القلة، والاختلاف يضعف الكثرة"، مبينا أن عواقب الفرقة وخيمة، ولن يستفيد منها لا الشماليون ولا الجنوبيون.
وطالب االشيخ لقرضاوي، أبناء دارفور "معلمي إفريقيا وحفظة القرآن"، بأن يتمسكوا بالوحدة الكبرى مع أبناء وطنهم ويرفضوا الفرقة.
وذكرهم بأنهم عرب ومسلمون يتكلمون العربية، مشيرا إلى أن العربية لغة وثقافة وليست جنسا، ومن تكلم العربية فهو عربي.
ودعا الشيخ القرضاوي قيادات الجنوب السوداني لأن يرفضوا مؤامرة الانفصال، مبينا أن انفصال جنوب السودان عن شماله سيفرق السودانيين فرقا وأحزابا ويجعلهم في مهب الريح.
وقال: "أنادي الإخوة في جنوب السودان بأن يتقوا الله في بلدهم وألا يسمعوا وساوس الشياطين الذين يريدون أن يمزقوهم كل ممزق". ونبههم إلى أن نجاتهم وأمنهم وسلامهم وتقدمهم في الوحدة.
وأشار ضيلته إلى الدور الصهيوني والغربي في تفتيت وحدة السودان. ونبه السودانيين لما يحاك ضدهم من مكائد ومكر، وأن يعملوا على رد الكيد لأصحابه بأن يخيبوا آمال من يرد بهم شرا.
وكان الجيش السوداني قد انتقد الامم المتحدة بشأن خطط لاقامة منطقة عازلة على طول الحدود بين الشمال والجنوب قبيل استفتاء الجنوب .
وقال المقدم الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم الجيش السوداني: "حديث مسؤول عمليات حفظ السلام فى الامم المتحدة آلان لوروا حول نشر قوات أممية عازلة على الحدود بين الشمال والجنوب لا يعبر إلا عن جهل بمجريات الأحداث الحقيقة في السودان أو تحرشا يستهدف استقراره وسلامته".
هذا وتجري التحضيرات في جنوب السودان على قدم وساق استعدادا للاستفتاء المقرر في التاسع من يناير المقبل والذي كان أحد بنود اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية التي كانت تقود أعمال التمرد في الجنوب لمدة عشرين عاما.