
أكد الداعية الإسلامى الشيخ الدكتور سلمان العودة أن "ولاء بعض الشيعة أصبح للسياسة الإيرانية، وأصبح هذا الولاء يفوق ولاءهم للمذهب أحيانا" ووصف ذلك بالاستبداد والتسلط.
وقال الشيخ العودة : إن هذا الأمر يرجع إلى نظرية ولاية الفقيه التى دمجت المذهب فى الدولة، وأصبحت إيران تمثل ولاية الفقيه وأصبحت الدولة هى المذهب وهى الحامية للمذهب، واصفاً هذا الأمر بأنه "استبداد وتسلط باسم الدين"، مشيرا إلى أن الكثيرين من أتباع المذهب الشيعى لا يؤمنون بولاية الفقيه، وهى النظرية التى ساعدت فى نجاح الثورة، ولكن عندما تحولت الثورة إلى دولة أصبحت ولاية الفقيه عبئاً على الدولة الإيرانية.
وأوضح العودة خلال مشاركته فى الصالون الثقافى السعودى "المقعد أن الدين يعد جزءًا رئيسياً للهوية، مشيرا إلى أن الإسلام تاريخياً كان وعاء يستوعب كل الذين يعيشون داخل حدود الحضارة الإسلامية، بل إن الكثيرين من أتباع الديانات الأخرى ويعيشون ضمن حدود الحضارة الإسلامية كان ولاؤهم الأول والأخير لتلك الحضارة.
وأكد العودة على ضرورة أن يكون الدين حافزًا للجودة وإتقان العمل، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال خطاب دينى يدرك أن إتقان العمل مرتبط بالإيمان باللـه.
وأوضح أن الخطاب الدينى يجب أن يتسم بالاستقلالية حتى يساهم هذا الخطاب فى تشكيل هوية إسلامية، واصفا تلك الاستقلالية بأنها "القداسة التى يتمتع بها هذا الخطاب"، وقال "الخطاب الدينى يتعامل مع القضايا الدينية ويتعامل مع اللـه سبحانه وتعالى"، موضحًا أن الخطاب الدينى ليس خطاب معارضة أو رفض مطلق .. وليس خطابا للتأييد أو المباركة .. وإنما خطاب له شخصيته واستقلاليته".
وحول قضية العروبة وعلاقاتها بالهوية، قال فضيلته: "العروبة مكون رئيسى من مكونات الهوية"، مؤكدا أن العروبة ليست نقيضًا للانتماء للإسلام، معتبرا أن كل من تكلم العربية فهو عربى، بل كل من عايش المجتمعات العربية فهو عربى، وحذر من تحول العروبة إلى عنصرية أو قبلية تتسبب فى اشتعال الصراعات، وتحشد الشعوب ضد بعضها البعض.
ودعا العودة إلى الاعتراف بالشباب على كل المستويات، الأسرية والمجتمعية والسياسية، محذرًا من التعامل مع الشباب باعتبارهم يمثلون خطرًا أمنيًا ومجتمعيًا، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالشباب والتعامل معهم باعتبارهم المستقبل، وذلك من خلال التقويم وبناء الثقة والقناعة لديهم وليس من خلال الحظر والمنع والحجر.
وأكد أهمية استمرار الحوار بين الأجيال، والاستماع إلى الشباب، حتى لا تكون هناك قطيعة بين الأجيال.
وتساءل سلمان العودة عن السبب فى تخلف الشعوب العربية عن نظرائها من شعوب العالم، مؤكدا أن هناك مشكلة فى البيئة العربية تعوق عملية التنمية والنهضة وتجهض الكثير من المشاريع الكبير، مشددا على احتياج العالم العربى إلى "النموذج" الذى يمنح الأمل ويضيق الفجوة الواسعة بين الحلم الذى يعيشه الكثيرون وبين الواقع.