
يثير الفاتيكان خلال اجتماعات السينودس المنعقدة الأسبوع المقبل في مقره قضايا النصارى في الشرق الأوسط، لإبداء "القلق" من أن عدم القدرة على ممارسة الشعائر الدينية وعلى الأخص عدم توافر كنائس في المملكة العربية السعودية، متجاهلين بذلك الخصوصية الدينية للمملكة التي تحوى بيت الله الحرام.
والسينودس هو تجمع لأساقفة الكاثوليك التابعين للفاتيكان لمناقشة أوضاع ما يسمى بـ"الكرسي الرسولي" في عدة دول.
وذكر موقع إذاعة الفاتيكان، أن ندوات سينودس الشرق الأوسط تبدأ غدا الأحد وتستمر أسبوعين حيث يجتمع مبعوثي وأساقفة الفاتيكان بكنائس الشرق الأوسط في مقرات بالفاتيكان وعدة مدن إيطالية منها روما وميلانو. وتناقش الندوات مصير الأقليات النصرانية في الشرق الأوسط وعلاقاتهم بالأنظمة ومدى تمتعهم بالحريات الدينية.
وتتناول ندوات الأسبوع المقبل على الأخص وضع النصارى في الخليج، حيث من المنتظر أن توجه انتقادات لمنع المملكة العربية السعودية النصارى من إقامة كنائس أو تجمعات للعبادة في الأماكن المفتوحة.
ويقول الأساقفة المنتقدين لموقف المملكة إن السعودية تطبق أشد القيود فيما يتعلق بحرية ممارسة الشعائر الدينية للنصارى أو أتباع أي دين آخر غير الإسلام، فيما يعتبرون أن هذه القضية أخف وطأة في باقي دول الخليج، حيث تتباين من دولة لأخرى.
ويتجاهل منتقدو المملكة الخصوصية الدينية التي تتمتع بها لوجود الكعبة المشرفة والحرمين المكي والمدني بها، وكونها مهد الإسلام.
وسبق أن طالبت الكنيسة الكاثوليكية -التي تزعم أن عدد أتباعها في السعودية يصلون إلى نحو 1.5 مليون شخص- من السلطات السعودية رفع "القيود" على ممارسة الشعائر النصرانية والسماح ببناء كنائس. واستندت في طلبها على أن المسلمين يستطيعون بناء مساجد في البلدان الغربية، متناسية خصوصية المملكة وعدم إمكانية مقارنتها بالدول الغربية، كما هو الحال بالنسبة للفاتيكان.
فدولة الفاتيكان ذاتها قلعة حصينة داخل حدود إيطاليا لا يدخلها غير الرجال من أساقفة الكاثوليك ويمنع المسلمين أو أي ديانات أخرى وحتى نساء الكاثوليك والأطفال من الإقامة بها، باعتبار خصوصيتها الدينية للنصارى من الطائفة الكاثوليكية.
والنصارى في الخليج كلهم تقريبا من العمال الوافدين وأغلبهم كاثوليك من الفلبين والهند. وتقول وكالة رويترز للأنباء إن النصارى في المملكة وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى "لا يمكنهم ممارسة أي شكل من أشكال الشعائر الدينية إلا في خفاء المنازل الخاصة".
وتضيف أنه "غالبا ما تقام القداسات واجتماعات الصلاة في بيوت الدبلوماسيين لكن الوصول إليها محدود للغاية لذلك يلتقي المسيحيون (النصارى) للعبادة في قاعات المؤتمرات في الفنادق وهي مخاطرة كبيرة" لمخالفة ذلك للقوانين.
ويمنع القانون في المملكة العربية السعودية أي أنشطة تنصيرية في البلاد. وأعتقلت قوات الأمن هذا الأسبوع 13 فلبينيا اتهموا بالتنصير بعد مداهمة فندق في الرياض كان زهاء 150 شخصا يحضرون به قداسا كاثوليكيا خاصا.
ونقلت رويترز عن دبلوماسيين بالمملكة تأكيدهم أن "الكهنة والقساوسة يزورون المسيحيين (النصارى) بانتظام في السعودية"، برغم مخالفة ذلك للقوانين، حيث أن تأشيرات دخولهم لا تنص على أن ذلك غرض الزيارة.