أحمد الكاتب..جرأة فكرية وجبن سياسي؟
2 ذو القعدة 1431
منذر الأسعد

كثيرون تابعوا خلال شهر رمضان الماضي  في  قناة المستقلة  برنامجها اليومي (الحوار الصريح بعد صلاة التراويح) الذي تركزت حلقاته هذا العام حول عقيدة الإمامة لدى الشيعة الإمامية الإثني عشرية والموقف الصحيح من الوجهتين الشرعية التأصيلية والتأريخية العملية.

 

وقد شارك الكاتب الشيعي العراقي المعروف أحمد الكاتب، في حلقة واحدة من حلقات الحوار المذكور، ففاجأ الجميع بدفاعه المستميت عن مرجع الرافضة الكبير علي السيستاني، واختلق له سجايا لا وجود لها البتة، إلا في خيال الأتباع من عميان البصيرة-والكاتب ليس منهم لأنه يجحد إمامهم الخرافي الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري، وهو بذلك يعتبر كافراً عند السيستاني-
بل إن أحمد الكاتب جعل مخازي السيستاني محاسن، ومنها: ادعاؤه أن السيستاني صانع الديموقراطية في العراق منذ 2003م، وأنه أصر على كتابة الدستور الجديد بأيدي عراقيين فقط...

 

والكاتب الذي يسمي الاحتلال احتلالاً، يتناسى أن السيستاني هو الذي أفتى بحرمة مقاومة الغزاة!! وأن العملية السياسية التي رعتها مرجعيته في النجف عملية طائفية مريضة، تمت بالتواطؤ التام مع بريمر!!وأن الدستور الذي يتغزل الكاتب به يكرس تفكيك العراق والمحاصصة الطائفية والعرقية!!والكاتب يزعم أنه من دعاة الوحدة الإسلامية!!
والأكثر إثارة للتعجب هجوم الكاتب على من سماهم الإرهابيين وبقايا النظام السابق-أي المقاومة العراقية ولكنه استعمل مصطلحات حكومة الغزاة التي يعارضها بشدة- في حين تجاهل كلياً فرق الموت الرافضية الشهيرة، التي استفزت منظمات حقوقية غربية لا تؤمن بالإسلام أصلاً ولا فرعاً.

 

وعندما كان مدير الحوار محمد الهاشمي يقرأ فتاوى السيستاني بتكفير منكر الإمامة وخلوده في النار، كان أحمد الكاتب يشكك في ثبوت نسبة هذه الفتاوى إلى صاحبها. حتى إنه لم يعترف بها بالرغم من وجودها في موقع يرعاه السيستاني شخصياً. وطلب من الهاشمي أن يسأل السيستاني بنفسه، فتحداه الأخير بأن يأتي بأي تسجيل صوتي لصاحبه من أي مكان في العالم!!

 

لكن الكاتب أبى إلا المكابرة، واتهم الهاشمي بالترويج لفتنة بين الشيعة والسنة ما دام يعرض في قناته فتاوى التكفير الصادرة عن السيستاني، بينما هم-يعني:  السنة والشيعة- متعايشون ومتفاهمون !!فأين يرى الكاتب هذا التعايش المزعوم: في عراق التطهير الرافضي لبغداد أم في لبنان حزب اللات أم في إيران نفسها التي تسوم المسلمين من أهل السنة هناك سوء العذاب، بل إن عرب الأحواز وأكثرهم كانوا من الشيعة لم ينجوا من عسفها وبطشها وجورها.

 

والأدهى من كل تلك الموبقات أن أحمد الكاتب أنكر أن يكون شتم الصحابة وأمهات المؤمنين من أساسيات مذهب الإثني عشرية فقد صورها على أنها ممارسات فردية معزولة يرتكبها بعض الغلاة!!فأين هذا المقيم في لندن من فضائيات قومه التي ليس لها من نشاط يماثل سفاهتها  المستمرة في التطاول على خير البشر بعد الأنبياء؟وأين هو من دعاء صنمي قريش الذي يردده الرافضة يومياً؟ وأين هو من أمهات كتب المذهب مثل الكافي والأنوار النعمانية وبحار الأنوار والكامل في الزيارات ومفاتيح الجنان؟؟؟

 

فهل الكاتب يسعى إلى استرضاء مراجع التشيع لكي يأمن على نفسه  أو دغدغة أعصابهم الهائجة عليه منذ إنكاره مهديهم الموهوم،  ليأذنوا له بالعودة إلى العراق مطمئناً على روحه، ولو على حساب قناعاته وكرامته وعلى أنقاض الحقيقة الساطعة سطوع شمس الظهيرة في يوم قائظ في بلد خليجي؟
أم أن الرجل لم يستطع  حتى الآن التحرر من رواسب تنشئته منذ الطفولة حتى الكهولة؟