أنت هنا

29 شوال 1431
المسلم- صحف

نفى زعيم "جبهة الحوار الوطني" والقيادي بـ"القائمة العراقية" صالح المطلك وجود انشقاقات داخل القائمة، لكنه أقر بوجود تباين في وجهات النظر حول إعادة ترشيح رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. واتهم إيران بممارسة ضغوط مختلفة "لعرقلة نيل القائمة العراقية حقها الدستوري".

 

وقال المطلك في تصريحات هاتفية لصحيفة "الحياة" اللندنية نشرت يوم الخميس: "لا صحة لما تردد أخيراً عن انشقاق عدد كبير من نواب القائمة وتأييدهم لترشيح المالكي، لكن ما حصل هو تبادل لوجهات النظر بين أعضاء القائمة حول شخصية مرشح التحالف الوطني، والأمر لم يرق إلى درجة الانشقاق عن القائمة والالتحاق بقوائم منافسة أخرى".

 

وأكد متحدثا من مقر إقامته بعمان أمس الأربعاء أن "القائمة العراقية تمتلك حقاً دستورياً وقانونياً تسعى إلى استعادته من خلال تمسكها بحق تشكيل الحكومة". وتابع: "من هنا يأتي بطلان ادعاءات الآخرين عن قضية الانشقاق".

 

وأوضح أن "القائمة الآن تتجه إلى فتح حوارات جادة مع كتلة الائتلاف الوطني، وتحديداً مع المجلس الإسلامي الأعلى وحزب الفضيلة، ومن ثم مع التحالف الكردستاني، للاتفاق على آلية تمنحهم حق تشكيل الحكومة بعد التوصل إلى تفاهمات حقيقية وثابتة".

 

وحول التدخلات الإيرانية، أكد المطلك أن "إيران لعبت دوراً كبيراً في مصادرة استحقاق القائمة ومنعها من تشكيل الحكومة بكل السبل، على رغم أنها الفائز الأول في الانتخابات النيابية التي أجريت في مارس الماضي.

 

وأضاف: "طهران وضعت العراقيل أمام القائمة وحاولت منعها بشتى الطرق من تشكيل الحكومة، بما في ذلك الضغط على الكتل المهمة والفاعلة في الائتلاف الوطني لتأييد المالكي والضغط على أطراف أخرى من خارج الائتلاف لانتزاع تأييدها". وذكّر بأن "قيادات من التيار الصدري أعلنت صراحة تعرضها لضغوط إيرانية من أجل دعم ترشيح المالكي".

 

وأوضح المطلك الذي منعته إجراءات ما يسمى بـ"اجتثاث البعث" من المشاركة في الانتخابات، أن إيران "مارست الضغط على مؤسسات حكومية لاستصدار قرارات تقضي بإقصاء واستبعاد قيادات مهمة فازت في الانتخابات من خلال إلصاق تهم جاهزة بهم وإيداعهم في المعتقلات من دون وجه حق، وأمثال ذلك مرشح القائمة العراقية عن محافظة ديالى نجم الحربي الذي قتلت العصابات الإرهابية ابنه البكر و23 شخصاً من عائلته، والمرشح عبد الله الجبوري الذي فاز بغالبية ساحقة في محافظة ديالى"، مضيفا: "وأنا خير مثال على قضية الإقصاء والإبعاد التي تورطت بها إيران".

 

ورأى أن الولايات المتحدة لم تواجه الضغوط الإيرانية، لأنها كانت تريد "إعادة ترشيح المالكي لتسهيل مهمة انسحاب قواتها العسكرية من العراق من دون مشاكل، بحسب فقرات الاتفاق الأمني المبرم بين الجانبين".

 

واعتبر أن "الولايات المتحدة هي التي أضعفت المؤسسة العسكرية والأمنية، وبالتالي أضعفت العراق وصعّبت مهمة مواجهة الضغط الإيراني، فالعراق لا يمتلك الحد الأدنى من المقومات اليوم لمواجهة ضغط طهران... والمطلوب من أميركا الآن خلق حال من التوازن لحل مسألة تشكيل الحكومة في أجواء هادئة وفق الاستحقاق الانتخابي".