
قالت صحيفة بريطانية يوم الخميس إن حكومتي الولايات المتحدة وأفغانستان أجريتا اتصالات مع جماعة جلال الدين حقاني المجاهدة في أفغانستان والموالية لطالبان، وصفتها بأنها مفاوضات "خجولة للغاية" من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء المواجهات بين الجانبين.
وقالت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية استنادا إلى مصادر باكستانية إن اتصالات الولايات المتحدة كانت غير مباشرة وتمت من خلال وسطاء غربين العام الماضي، في حين أن اتصالات الحكومة الافغانية تمت خلال الصيف في شكل مفاوضات مباشرة مع مسؤولين بشبكة حقاني.
وأوضحت أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي شارك بنفسه في المحادثات المباشرة حيث استقبل وفدا من جماعة حقاني بينهم شقيق سراج الدين حقاني وعمه كابل يرافقهم ضباط وكالة الاستخبارات الباكستانية.
ونقلت الصحيفة استنادا إلى المصادر ذاتها أن حقاني يرجح التوصل إلى اتفاق للنزاع في أفغانستان عبر المفاوضات، ولا يريد أن يستثنى من أي اتفاق في هذا الشأن.
ونال المجاهد جلال الدين حقاني شهرته أثناء حرب المقاومة للاحتلال السوفيتي التي امتدت على مدى عشر سنوات في ثمانينات القرن الماضي، وهي فترة تحالفه مع الولايات المتحدة الأمريكية ضد السوفييت.
وسراج الدين هو ابن جلال الدين وتولى قيادة الشبكة في المقاومة ضد الاحتلال الأمريكي والأجنبي للبلاد.
والمجموعة قريبة من حركة طالبان وهي مسؤولة عن بعض أشد الهجمات ضد قوات الاحتلال في أفغانستان، كما تقيم علاقات وثيقة بمجموعات إسلامية أخرى منها تنظيم القاعدة.
وتتمركز قيادة شبكة حقاني حاليا في وزيرستان الشمالية وهي المنطقة القبلية الواقعة بشمال غرب باكستان على طول الحدود مع أفغانستان. وتعرضت تلك المنطقة في الأسابيع الأخيرة لعدد كبير من غارات طائرات الاحتلال الأمريكية بلا طيار.
وردا على سؤال عن وجود مفاوضات بين حقاني وكرزاي والولايات المتحدة، قال مسؤول باكستاني كبير للصحيفة "لستم مخطئين". إلا أنه رفض كشف مزيد من التفاصيل.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رسمية غربية وعربية وباكستانية أن شبكة حقاني تعتبر أن التوصل إلى تسوية تفاوضية هو الحل الافضل للنزاع.
من جهته، أكد دبلوماسي مشارك في المفاوضات أن سراج الدين حقاني القائد العسكري للمجموعة التي أسسها والده جلال الدين، "يدرك أنه لن يحقق شيئا إذا لم يدخل في عملية" السلام.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد ذكرت أمس الأربعاء أن حركة طالبان وحكومة كرزاي بدأتا محادثات سرية رفيعة المستوى حول سبل إنهاء الحرب عبر التفاوضن لكنها أضافت أن ممثلين لشبكة حقاني لم يشاركوا في المحادثات.
وصباح اليوم افتتح الرئيس الافغاني مجلس السلام مع عدد من زعماء القبائل، الذي شكل للتوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان.
وقال كرزاي: "اجتماع اليوم هو اللقاء الافتتاحي للمجلس الأعلى للسلام لدينا". وأضاف: "كل ولاية وكل إقليم وكل قرية تتوقع جهودا من المجلس الأعلى للسلام، جهودا لإحلال السلام على هذه الأرض".
وهذه الهيئة مكلفة فتح حوار مع المقاومة بعد حوالى تسعة أعوام من بدء الحرب في أفغانستان.