
قررت إحسان دبابسة، الفلسطينية التي ظهرت في تسجيل مصور يظهر فيه جندي "إسرائيلي" يرقص حولها بينما هي مكبلة اليدين ومعصوبة العينين، رفع دعوى قضائية ضد الجندي وجيش الاحتلال، متحدثة عن "الإهانة الكبيرة" التي شعرت بها.
وقالت إحسان دبابسه (35 عاما) من قرية نوبا قضاء الخليل لوكالة الأنباء الفرنسية "رأيت الشريط على قناة الجزيرة، لم أنم طوال الليل شعرت بإهانة كبيرة وإحباط كانت صوت ضحكات الجنود والوصلات الموسيقية تزأر في أذني".
وأكدت دبابسه -التي أفرج عنها قبل عام بعد أن أمضت سنتين في الأسر- "اتصلت بنادي الأسير الفلسطيني وسنقوم برفع قضية ضد الجندي والجيش (الإسرائيلي)".
وعرض التلفزيون "الإسرائيلي" مساء الاثنين تسجيلا مصورا جديدا لعسكري "إسرائيلي" في وضع مسيء يظهر جنديا في وضع هزلي يقوم خلاله بوصلة رقص شرقي حول فتاة محجبة تقف بلا حراك جنب الحائط، موثقة اليدين ومعصوبة العينين على وقع موسيقى وتعليقات ساخرة من رفاقه.
وأرفق التسجيل المصور بتعريف جاء فيه "تسجيل مسل عن جندي (إسرائيلي) يرقص حول (إرهابية) عربية".
وأوضحت إحسان دبابسة "اعتقلت في 11 ديسمبر 2007 بتهمة الانتماء للجهاد الإسلامي وحوكمت 22 شهرا".
وتابعت "يوم اعتقالي أخذوني وكبلوني وعصبوا عيني وأخذوني إلى معتقل عتصيون بالقرب من مدينة بيت لحم وبعد أن حققوا معي وضعوني في ممر وعصوبوا عيني وكبلوني".
وأضافت" كنت أسمع ضحكات الجنود وأصواتهم والموسيقى وقد تسنى لي رؤيتهم أثناء تصويري لأن العصبة لم تكن مشدودة جيدا وكنت أتوسل بألا يصوروني".
وقالت "لكنهم استمروا بالتصوير وكانوا يشربون الكحول ويرقصون ولم يكن جندي واحد، كانوا مجموعة من الجنود".
ويأتي عرض القناة العاشرة "الإسرائيلية" لهذا التسجيل المصور بعد أسابيع على نشر صور على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لجندية "إسرائيلية" سابقة التقطت خلال خدمتها العسكرية وتظهر فيها مبتسمة إلى جانب سجناء فلسطينيين معصوبي الأعين وموثوقي الأيدي، مما أثار سيلا من ردود الفعل الشاجبة. وأرفقت تلك الصور بتعليقات مسفة.
ونددت السلطة الفلسطينية بالتسجيل المصور الجديد معتبرة أنه "يحمل إساءة كبيرة إلى كرامة المرأة".
وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع في مؤتمر صحفي برام الله إن ما قام به الجندي "أمر مستهجن ومستنكر بشدة"، مشيرا إلى أن هذا الشريط يعد مثالا بسيطا لما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون من ممارسات "وحشية" أثناء اعتقالهم في سجون الاحتلال.
وطالب الوزير الفلسطيني بمحاكمة مسؤولي "إسرائيل" على أعمالها "البشعة" بحق الأسرى والشعب الفلسطيني عامة.
من جهتها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن ما فعله الجندي يعكس عنصرية جيش الاحتلال وتجرده من أي أخلاقيات إنسانية.
أما جيش الاحتلال فعبر عن استنكاره في بيان وأعطى تعليماته للشرطة العسكرية بأن تبدأ التحقيق بالحادث وجعل مثل هذه التحقيقات معيارا للتصرفات في الحالات المماثلة".