أنت هنا

27 شوال 1431
المسلم- صحف

توقع الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان بأن تشهد الولايات المتحدة صعود حزب ثالث يقدم مرشحا قويا يتنافس مع مرشح كل من الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري في انتخابات 2012.

 

وقال فريدمان في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الاثنين إن أنحاء مختلفة من الولايات المتحدة باتت تشهد لغطا وشعورا بالامتعاض تجاه سياسات واشنطن ونظام الثنائية الحزبية في البلاد.

 

وتوقع الكاتب أن يحظى مرشح الحزب الثالث في انتخابات الرئاسة الأميركية القادمة بدعم شعبي كبير وبقاعدة سياسية عريضة بحيث تؤثر على النتائج الانتخابية.

 

وأوضح أن ثمة ثورة تختمر في الولايات المتحدة وأنها ليست مجرد ثورة في الجناح اليميني بقدر ما هي متركزة في أعماق الوسط، مضيفا أنه يعرف مجموعتين جادتين على الأقل إحداهما في الساحل الشرقي والأخرى في الساحل الغربي تحاولان تأسيس وتطوير "أحزاب ثالثة" جديدة لتحدي الحزبين الرئيسيين اللذين يحتكران السلطة في البلاد ويتسببان في تزايد تدهور واضمحلال الدور الريادي لها.

 

واعتبر الكاتب أن نظام الحزبية الثنائية في الولايات المتحدة "نظام متحجر غير متكامل وعديم الإبداع وتنقصه الشجاعة وعاجز عن مقارعة ومعالجة المشاكل التي تعانيها أميركا".

 

وبينما أشار فريدمان إلى بعض الإنجازات التي حققها الرئيس الأميركي باراك أوباما، دعا الحزبين إلى الاضطلاع بمسؤوليتهما التاريخية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، وإلى عدم إبقاء الشعب الأميركي في حالة انتظار "سوبرمان" ليجمع الآراء المتوافقة من أجل القيام بالمسؤوليات الراهنة الجسام.

 

واستشهد الكاتب بقول لاري دياموند الخبير السياسي في جامعة ستانفورد: "إن لدينا حزبين مفلسين أسهما في إفلاس البلاد". واعتبر أن صعود حزب ثالث قوي من شأنه أن يكسر الاحتكار الحزبي الحالي لسياسات البلاد وتحدي الحزبين الحاليين عبر القيام بإجراء إصلاحات اقتصادية وتعليمية وفي شتى مناحي الحياة.

 

وأضاف أن الولايات المتحدة أحوج ما تكون إلى ذلك الحزب الثالث في الانتخابات المقبلة بحيث يمكن له أن ينظر في عيون الأميركيين ويقول لهم إن الحزبين الحاليين "يكذبان عليكم وإنهما لا يستطيعان قول الحقيقة، لأن كلا منهما غارق في مصالحه الخاصة منذ عقود".

 

واختتم الكاتب بالقول إنه لا يرغب في أن يخبر الأميركيين بما يودون سماعه، ولكنه يود أن يخبرهم بما يحتاجون إلى سماعه إذا أرادو أن يكونوا قادة العالم وليس رومانيين جددا، في إشارة إلى ما طرحه المؤرخ الأمريكي المعروف لويس ممفورد في كتابه "حال الإنسان" الذي وصف فيه حال الرومانيين في عهد اضمحلال نفوذهم.