
تناقلت وسائل إعلامية أمريكية رسالة بعث بها جندى أمريكى لزوجته يصف فيها اللحظات الأخيرة فى حياة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين. ووصف الجندي في الرسالة بكل تعجب كيف أن صدام "ابتسم وكأنه كان ينظر إلى شيء قد ظهر فجأة أمام عينيه"، وكيف كان "متماسكا بدرجة أقرب إلى المعجزة".
وقال الجندي الذي كان واحداً من بين قلائل شاهدوا إعدام صدام ليلة عيد الأضحى عام 2006 أنه ابتسم بعد أن نطق بالشهادة قبيل إعدامه، وظل مبتسماً حتى فارق الحياة.
وجاء في الرسالة: "صدام وقف وكأنه يشاهد شيئاً ما بعث السرور في قلبه، ولذلك ردد لفظ الشهادة أكثر من مرة حتى فارق الحياة".
وأضاف: "صدقيني إنني أعتقد أن الرئيس صدام رجل يستحق الاحترام لقد فُتح باب زنزانة صدام حسين الساعة الثانية صباحاً بتوقيت غرينتش ووقف قائد المجموعة التي ستشرف على إعدامه وأمر الحارسين الأمريكيين بالانصراف ثم أخبر الرئيس صدام أنه سيعدم خلال ساعة".
وتابع: "لم يكن هذا الرجل مرتبكاً"، مشيرا إلى أنه طلب تناول وجبة من الأرز مع لحم دجاج مسلوق كان قد طلبها منتصف الليل وشرب عدة كؤوس من الماء الساخن مع العسل وهو الشراب الذي اعتاد عليه منذ طفولته.
وتوضح الرسالة أنه في الساعة الثانية والنصف توضأ صدام حسين وغسل يديه ووجهه وقدميه وجلس على طرف سريره المعدني يقرأ القرآن الذي كان هدية من زوجته وخلال ذلك الوقت كان فريق الإعدام يجرّب حبال الإعدام وأرضية المنصة.
وفي الساعة الثانية و45 دقيقة وصل اثنان من المشرحة مع تابوت خشبي منبسط وضع إلى جانب منصة الإعدام.
وفي الساعة الثانية و50 دقيقة أدخل صدام إلى قاعة الإعدام ووقف الشهود قبالة جدار غرفة الإعدام وكانوا قضاة ورجال دين وممثلين عن الحكومة وطبيبا.
وفي الساعة الثالثة ودقيقة بدأت عملية تنفيذ الحكم والتي شاهدها العالم عبر كاميرا فيديو من زاوية الغرفة بعد ذلك قرأ مسؤول رسمي حكم الإعدام عليه.
وقال الجندي إن "صدام كان ينظر إلى المنصة التي يقف عليها غير آبهاً بينما كان جلادوه خائفين والبعض منهم كان يرتعد خوفاً والبعض الآخر كان خائفاً حتى من إظهار وجهه فقد تقنعوا بأقنعة شبيهة بأقنعة المافياً وعصابات الألوية الحمراء فقد كانوا خائفين بل ومذعورين".
وتابع: "لقد كدت أن أخرج جريا من غرفة الإعدام حينما شاهدت صدام يبتسم بعد أن قال شعار المسلمين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" لقد قلت لنفسي يبدو أن المكان مليء بالمتفجرات فربما نكون وقعنا في كمين وقد كان هذا استنتاج طبيعي، فليس من المعقول أن يضحك إنسان قبل إعدامه بثوان قليلة".
وأضاف: "لولا أن العراقيين سجلوا المشهد لقال جميع زملائي في القوات الأمريكية بأنني أكذب فهذا من المستحيلات.. ولكن ما سر أن يبتسم هذا الرجل وهو على منصة الموت؟ لقد نطق شعار المسلمين ثم ابتسم".
واختتم الجندي الأمريكي رسالته لزوجته قائلا: "أؤكد لك إنه ابتسم وكأنه كان ينظر إلى شيء قد ظهر فجأة أمام عينيه، ثم كرر شعار المسلمين بقوة وصلابة وكأنه قد أخذ شحنة قوية من رفع المعنويات، أؤكد لك لقد كان ينظر إلى شيء".