
اختيرت باكستان يوم الاثنين لرئاسة مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على الرغم من أنها ليست عضوا بمعاهدة حظر الانتشار النووي وعلى الرغم من أن عالما من مواطنيها اعترف بنقل أسرار نووية لإيران وكوريا الشمالية.
وقال دبلوماسيون غربيون في أحاديث خاصة إنهم لا يعتبرون باكستان الاختيار الأمثل لأنها على غرار الهند وكوريا الشمالية و"إسرائيل" تتهرب من معاهدة حظر الانتشار النووي التي هي في صميم عمل الوكالة.
ويقول بعض المحللين إن الترسانة النووية الباكستانية ومخزوناتها من المواد التي يمكن استخدامها في صنع أسلحة تمثلان خطرا على المنطقة بسبب تهديدات الأمن الداخلي التي يطلقها تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
وصرح دبلوماسي حضر الجلسة المغلقة لاجتماع المجلس بأنه لم تعارض أي دولة قيام مجموعة من دول الشرق الأوسط وجنوب آسيا الأعضاء في الوكالة بترشيح باكستان في الاجتماع الذي عقد يوم الاثنين وتم فيه إقرار تولي باكستان رئاسة المجلس بالتزكية.
ورئاسة مجلس محافظي وكالة الطاقة منصب دوري ينتقل كل عام بين المناطق التي تتقدم بمرشح خاص بها ويتضمن رئاسة مناقشات المجلس المكون من 35 دولة والتابع للوكالة والعمل على التوصل إلى قرارات توافقية.
ولا يمنح المنصب لباكستان سلطات فردية لاتخاد قرار بشأن السياسة النووية للأمم المتحدة. وتتولى ماليزيا رئاسة المجلس في الوقت الحالي.
وقال السفير الأمريكي جلين ديفيز للصحفيين: "تتطلع الولايات المتحدة الأمريكية بشدة إلى العمل مع المحافظ الباكستاني كرئيس لمجلس المحافظين".
وقال أنصار بارفيز مندوب إسلام أباد في الوكالة الدولية عقب الاجتماع إن باكستان عضو قديم "وملتزم جدا بالقانون" بالوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأضاف: "لم نواجه أي معارضة من أي جانب على الإطلاق".
وقال الخبير النووي مارك هيبس من معهد كارنيجي للسلام الدولي إن أعضاء معاهدة حظر الانتشار النووي "ربما يكونون غير سعداء بأن باكستان... ستدير دفة الكيان الرئيسي لاتخاذ القرار بالوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وأضاف أن هذا الكيان التابع للأمم المتحدة ليس أمانة لمعاهدة حظر الانتشار النووي و"بموجب لائحة الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن باكستان تتمتع بنفس الامتيازات والحقوق كسائر الدول الأخرى الأعضاء بها".
وتتولى باكستان رئاسة مجلس محافظي الوكالة في وقت يشهد توترا دوليا بسبب برنامج إيران النووي الذي يشتبه الغرب في أنه يهدف إلى تصنيع قنابل وتقول طهران إنه لأغراض توليد الكهرباء.
وأشار بارفيز إلى أنه ربما يحاول التوسط في قضايا الوكالة المتنوعة و"يقيم نوعا من التواصل بين المجموعات والمصالح المختلفة".
ويعتقد أن إيران وكوريا الشمالية اللتين تمثلان مخاطر انتشار نووي بالنسبة للغرب استفادتا من حلقة تهريب كان يديرها العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان أبو القنبلة الذرية في باكستان والذي يعتبر بطلا قوميا.
وأقر خان أمام التلفزيون عام 2004 ببيعه أسرارا نووية إلى إيران وكوريا الشمالية وليبيا. ونفت السلطات الباكستانية أي صلة لها بحلقة التهريب التي كان يديرها خان لكنها لم تسمح قط لمحققين أجانب باستجوابه.
ويقول دبلوماسيون إن باكستان بوصفها من الدول أعضاء الوكالة لها الحق في رئاسة المجلس. وتتم الموافقة على رؤساء المجلس تقليديا بالإجماع بعد أن تقوم مجموعة إقليمية بالترشيح وأن أي معارضة لترشيح باكستان كان يمكن أن تكسر هذا العرف.
ويفيد معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي بأن باكستان تملك ما يقرب من 60 رأسا نووية بينما تملك الهند غريمتها الإقليمية ما بين 60 و70 رأسا نووية.
ورأست باكستان أيضا مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1962/1963 وفي 1986/1987 بينما تولت الهند رئاسته في 1970/1971 و1994/1995 قبل أن تجريا تجارب نووية عام 1998 .