
قامت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشراء وتدمير آلاف النسخ من مذكرات ضابط احتياط بالجيش عمل بأفغانستان، بعنوان "عملية القلب المظلم"، تناولت العمليات السوداء لجيش الاحتلال. وبرر البنتاجون تلك الخطوة باحتواء الكتاب على معلومات قد تضر بأمن الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت المتحدثة باسم البنتاجون العميد إبريل كانينام إن الوزارة قررت شراء الطبعة الأولى من الكتاب لاحتوائه معلومات قد تضر بالأمن القومي. وأوضحت أن مسؤولين من البنتاجون أشرفوا الأسبوع الماضي على عملية تدمير قرابة 9500 نسخة من كتاب العقيد أنطوني شافر.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن شافر وصفه لهذا الإجراء بأنه "انتقام" مضيفاً: "لشخص أن يشتري نحو 10 ألف كتاب لقمع قصة في هذا العصر الرقمي أمر مثير للسخرية".
وقالت دار النشر "سانت مارتن بريس" إن طبعة ثانية منقحة من الكتاب قد صدرت عقب إدخال بعض التغيرات التي اقترحتها الحكومة لمعلومات صنفت على أنها سرية.
وتقول "وكالة الاستخبارات الدفاعية" إن الكتاب يحوي معلومات سرية مهمة يتوقع أن تؤدي، حال الكشف عنها، لأضرار خطيرة على الأمن القومي للولايات المتحدة.
وقال العميد رونالد بيرجس إن الوكالة فشلت ولقرابة شهرين في الحصول على مسودة الكتاب، الذي قال إنه تضمن معلومات عن أنشطة سرية لقيادة العمليات الخاصة الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) وجهاز الأمن القومي، وفق مذكرة داخلية تحصلت عليها الشبكة بتاريخ 6 أغسطس.
وفي المقابل، قال مارك زيد، محامي شافر، إن رؤساء موكله راجعوا الكتاب قبيل طبعه في مطلع هذا الشهر، منوهاً: "تلقينا ضوء أخضر من قيادة احتياط الجيش".
وأوضح شافر أن البنتاجون أبلغ دور النشر بقلقه حيال المعلومات السرية الواردة في الكتاب بعد طباعة النسخة الأولى منه.
ويتحدث شافر في "عملية القلب المظلم" عن مذكراته في أفغانستان حيث قاد فريق العمليات السوداء إبان عهد الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش. ولفت الضابط الحائز على الميدالية البرونزية إلى أن أكبر الأخطاء التي ارتكبها الرئيس السابق هو سوء فهم ثقافة المنطقة.
ويأتي نشر الكتاب بعد أزمة أثارها نشر موقع "ويكي ليكس" الإلكتروني لآلاف الوثائق السرية عن الحرب الأمريكية في أفغانستان.
ونشر الموقع نحو 76 ألف وثيقة تتعلق بحرب أفغانستان، ووعد بنشر 15 ألف وثيقة جديدة في وقت آخر، في خطوة حذر وزير الدفاع الأمريكي، روبرت جيتس، من عواقب نشرها الوخيمة على حياة الجنود الأمريكيين في أرض المعارك، وإمكانية أن تضر بعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة.
وندد كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين نشر الموقع الإلكتروني الذي سبق له كشف تفاصيل عمليات عسكرية في العراق، بإتاحة تلك الوثائق الحساسة.