
اعتذر البابا بنديكت يوم السبت لضحايا الاعتداءات الجنسية على يد القساوسة الكاثوليك حول العالم، قائلا إن القساوسة الدين الذين اعتدوا على أطفال جلبوا "العار والإهانة" على أنفسهم وعلى الكنيسة الكاثوليكية كلها.
وتعد التصريحات التي أدلى بها البابا اليوم خلال زيارته لبريطانيا أكثر التصريحات المباشرة حول موضوع اغتصاب القساوسة للأطفال في كنائس الكاثوليك التابعة للفاتيكان. ولفترة طويلة تجنب البابا والفاتيكان الاعتذار أو التطرق لهذا الموضوع، لكن البابا قدم اعتذارا في خطاب له منذ أشهر، وأقر بأن الكنيسة تباطأت في التعامل مع المشكلة.
وفي بداية اليوم الثالث من زيارته لبريطانيا التي بدأت الأربعاء أقام البابا قداسا حضره نحو 2000 شخص في كاتدرائية ويستمنستر وهي الكنيسة الأم للكاثوليك في إنجلترا وويلز ورمز كفاح الكاثوليك لتأكيد حقوقهم بعد الإصلاح الديني وقيام الكنيسة البروتستانتية منفصلة عن روما.
وقال البابا: "أفكر في المعاناة البالغة التي نجمت عن الاعتداء على الأطفال وخاصة داخل الكنيسة ومن جانب قساوسة. قبل أي شيء آخر أعبر عن أسفي العميق للضحايا الأبرياء لهذه الجرائم التي لا يمكن وصفها".
وتابع: "إنني أقر أمامكم أيضا بالعار والإهانة التي شعر بها كل منا بسبب هذه الخطايا"، مضيفا أنه يأمل في أن يسهم "هذا العقاب" في مداواة جرح الضحايا وتطهير الكنيسة.
ومنذ عدة أشهر هزت فضيحة الاعتداءات الجنسية الكنيسة الكاثوليكية التي يتبعها 1.1 مليار شخص في أوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا. وجاءت الفضائح متوالية بعد إعلان مئات الأشخاص عن تعرضهم للانتهاكات الجنسية خلال طفولتهم على أيدي القساوسة داخل الكنائس.
وتغاضى الفاتيكان عن محاسبة القساوسة المتورطين في تلك القضايا بل إن بعضهم حصلوا على مناصب أعلى، وهو الأمر الذي أدى إلى اتهام الكنيسة بالتستر على الانتهاكات والاشتراك في الجريمة، ونفي المزاعم بأن هذه الانتهاكات كانت مجرد أخطاء فردية.
ولاقت زيارة بابا الفاتيكان إلى بريطانيا معارضة واحتجاجات واسعة. ويقول المحتجون إن الفاتيكان كنيسة متنكرة بشكل دولة، وأنه لا ينبغي استقبال البابا بشكل رسمي.
واليوم بدأ حشد يضم آلاف الأشخاص، هو الحشد الأكبر خلال الزيارة حتى الآن، مسيرة من حديقة هايد بارك إلى دوانينج ستريت المقر الرسمي لرئيس الوزراء للاحتجاج على زيارة البابا.
واعتبرت جمعيات تتحدث باسم الضحايا أن اعتذار البابا ومزاعم محاسبة الأساقفة المتورطين في الفضائح بأنها "علاقات عامة وليست توبة".
وقالت جماعة أخرى: "هذا ما نجد أنه مؤلم للغاية ولا يمكن تعليله -- لماذا إذا كان البابا نادما بشدة لا يتخذ إجراء.. الأطفال الضعفاء يحتاجون إلى عزل القساوسة المذنبين. الضحايا الذين أصيبوا بجرح يحتاجون إلى كشف الأساقفة الفاسدين. هذا هو ما يهم. وهذا ما لن يفعله البابا".