
تعتزم ولاية سكسونيا السفلى الألمانية البدء في تدريس مادة الدين الإسلامي، كمادة ثابتة في المقررات الدراسية في المدارس التي يدرس بها عدد كاف من التلاميذ المسلمين، حسبما ذكرت مصادر صحفية الخميس.
وقال وزير الثقافة المسؤول عن شؤون التعليم في الولاية، برند ألتهوسمان، أمس خلال حضوره حصة دين إسلامي في مدرسة ابتدائية في هانوفر: "أعتقد أن بوسعنا البدء، اعتبارا من العام الدراسي بعد المقبل".
ويعد هذا مشروع تجريبي تشارك فيه 42 مدرسة ابتدائية، ويستفيد منه نحو 2000 تلميذ، حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، وستكون لولاية سكسونيا السفلى الريادة في هذا المشروع، على مستوى ألمانيا.
ويواجه المسلمون في ألمانيا عدة مشاكل تتعلق بالدراسة، حيث سبق أن أدخلت الحكومة في بعض الولايات حصة السباحة في المقرر الأساسي، مع حرمان الطالبات أو الطلبة الذين لا يشاركون فيها من درجاتهم. وأثر ذلك بشكل كبير على الطالبات المسلمات والطلبة على حد سواء، الذين لا يوافقون على ارتداء ملابس السباحة الكاشفة.
وفي ولايات أخرى منعت مدرسات من العمل بسبب ارتداءهن النقاب.
كما تشن جماعات يمينية متطرفة حملة من أجل منع بناء المساجد في ألمانيا.
وفي تصاعد لموجة العداء للمسلمين أعلن سياسي مغمور في برلين، يدعى رينيه شتاتكفيتس، عن تشكيل حزب جديد يحمل اسم "الحرية" ليكون أهم أهدافه مناهضة المهاجرين.
وشهدت العاصمة الألمانية تأسيس حركة على غرار حزب السياسي الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز، المناهض للمسلمين والمهاجرين. وأحدث ذلك ما وصف بأنه زلزال سياسي ترددت توابعه في مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وقال شتاتكفيتس، الذي طرد من حزب ميركل، الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بسبب آرائه: "الآن نركز على بناء هذا الحزب الجديد في برلين، لكن إذا حالفنا النجاح هنا فلن أستبعد قطعا توسيع نطاق هذا على مستوى البلاد".
ويسعى شتاتكفيتس إلى حظر ارتداء الحجاب وإغلاق المساجد، ووقف الإعانات الاجتماعية للمسلمين.
لكن محللون يرون أن ألمانيا تحمل ذكريات من العهد النازي كان لها دور في الحد من تأثير الأحزاب اليمينية المتطرفة، ولذلك فإن ظهور قوة جديدة مناهضة للمهاجرين قد يحمل مضمونا أخطر على النظام السياسي.
ومع صعود الحزب اليساري الجديد وحزب الخضر في العقود الأخيرة، أصبحت هناك الآن ستة أحزاب في البرلمان الاتحادي ببرلين، وهو أمر يعقد بشدة تشكيل ائتلافات مستقرة على المستوى الاتحادي.
فإذا ما نجح حزب سابع يقوده شتاتكفيتس أو مناهض غيره للمهاجرين في تجاوز سقف الخمسة في المائة ودخول البرلمان الألماني فإنه سيهز المشهد السياسي بألمانيا بقوة.