
أعلن مسؤولون باكستانيون أن طائرات أمريكية بدون طيار شنت هجومين صاروخيين منفصلين اليوم الأربعاء مستهدفة مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة وطالبان في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان مما أدى إلى مقتل 17 مسلحا.
وقال مسؤول أمني باكستاني كبير لوكالة الأنباء الفرنسية إن "عددا من الطائرات الأمريكية بدون طيار أطلقت ثمانية صواريخ على مجمعين للمسلحين فجر اليوم الأربعاء وقتلت 12 مسلحا على الأقل". وقال المسؤول ان "الضربة الصاروخية استهدفت مسلحين في شبكة حقاني"، وهي مجموعة تتخذ من باكستان مقرا لها وتعتبر أحد أشد أعداء قوات الاحتلال الدولية في أفغانستان المجاورة.
ووقع الهجوم في قرية درغه ماندي بالقرب من مدينة ميران شاه، كبرى مدن إقليم وزيرستان الشمالي حيث أوقعت الطائرات الأمريكية من دون طيار 15 قتيلا في صفوف المسلحين في هجومين منفصلين الثلاثاء.
وتنظيم حقاني يحمل اسم جلال الدين حقاني الذي قاوم السوفييت أثناء احتلالهم لأفغانستان (1979-1989) وانضم إلى صفوف طالبان، وتركز الشبكة أساسا على محاربة القوات الأفغانية وقوات الاحتلال في أفغانستان.
وقال سكان محليون إن المنازل المستهدفة يملكها زعيم قبلي محلي يدعى باشا خان وقام بتأجيرها لمسلحين وقد دمرت في الهجمات التي أثارت الذعر في البلدة.
وقال مسؤول في الاستخبارات إن عدد الصواريخ التي أطلقتها الطائرات التي جاءت من كل الاتجاهات بلغ عشرة صواريخ، فيما قال مسؤول آخر إن ثلاثة مسلحين أصيبوا في الهجوم.
ووقع الهجوم الصاروخي الثاني في قرية بايخيل في إقليم داتا خيل في ولاية وزيرستان
الشمالية القبلية التي تكثفت عليها الهجمات الصاروخية الأمريكية منذ مطلع هذا الشهر، وقتل فيه خمسة مسلحين وأصيب ثلاثة آخرون، بحسب مسؤولين أمنين محليين.
والثلاثاء قتل 11 مسلحا في ضربة صاروخية على قربة بوشناراي في إقليم شوال المعروف بأنه معقل أحد زعماء طالبان.
وتشن القوات الأمريكية حربا بالطائرات بدون طيار ضد قادة طالبان وقادة المسلحين المرتبطين بالقاعدة في المناطق الشمالية الغربية حيث أقام المسلحون مخابئ لهم في الجبال خارج سيطرة الحكومة المباشرة.
ويقول مسؤولون في واشنطن إن غارات الطائرات بدون طيار أدت إلى مقتل عدد من القياديين بينهم زعيم طالبان الباكستانية بيعة الله محسود وساهمت في حماية قوات الاحتلال الدولية في أفغانستان من هجمات يتم تدبيرها عبر الحدود. لكنها تسببت أيضا في قتل مدنيين أبرياء.
ولا يؤكد الجيش الأمريكي حصول ضربات صاروخية من طائرات بدون طيار لكن قواته المسلحة ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) التي تنشط في أفغانستان هما القوتان الوحيدان اللتان تملكان مثل هذه الطائرات في المنطقة.
وبضغط من الولايات المتحدة كثفت باكستان العام الماضي عملياتها العسكرية ضد المسلحين الباكستانيين في المنطقة.
وقتل أكثر من 1100 شخص في 130 هجوم بطائرات بدون طيار في باكستان منذ أغسطس 2008 .
وهددت حركة طالبان الأسبوع الماضي قوات الأمن الباكستانية بتنفيذ مزيد من الهجمات انتقاما من الضربات الصاروخية الأمريكية التي أصبحت عنصرا رئيسيا في الحملة لمكافحة طالبان في أفغانستان.