أنت هنا

5 شوال 1431
المسلم- خاص

اعتبر د. محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس أن المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة لن تختلف نتائجها كثيرا، مشيرا إلى أن الحديث عن تلك المفاوضات يهدف إلى إبقاء أبو مازن حي سياسيا ولخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة.

 

وقال د. الزهار في حوار مع "المسلم" إن "الحديث عن آليات وما إلى ذلك ما هو إلا مضيعة للوقت"، معتبرا أن وجود "جلسات مباشرة أو غير مباشرة هذه آليات ولن تختلف نتائجها عن بعضها".

 

وأوضح قائلا إنه "ليست هناك أدنى نوايا في الجانب "الإسرائيلي" أن يعطوا أي صورة من صور الاعتراف بإمكانية قيام دولة ولا حتى على شبر واحد من أرض فلسطين".

 

وتابع: "أبسط دليل على ذلك إن "إسرائيل" تعترف إنها تأخذ 40% من مياهها من الضفة الغربية، فهل ستتنازل عن المياه وتحرم نفسها عن 40% التي يستخدمها الصهاينة المغتصبون في الأراضي المحتلة عام 1948".

 

وأضاف: "كما أنهم بجميع أحزابهم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لا يعترفون أبدا للشعب الفلسطيني بأي شبر في القدس، فهل سيتم الحديث عن موضوع القدس في المفاوضات؟!! وهل سيتم الحديث عن حق العودة؟! هل سيتم الحديث عن الحدود؟!"

 

واعتبر أن "هم أغرقونا في الحديث عن مفاوضات مباشرة وغير ومباشرة بهدف إبقاء أبو مازن حي سياسيا ولخدمة المصالح الأمريكية في المنطقة".

 

وحول المقاومة الفلسطينية وعدم حدوث انتفاضة في الأقصى إلى الآن رغم الانتهاكات، شرح الزهار أن "الجانب الصهيوني اتخذ إجراءات مشددة لمنع أي فلسطيني أقل من 60 سنة من أن يذهب للمسجد الأقصى، وبالتالي .. لا يوجد تجمع حقيقي في المسجد الأقصى يمكن أن يؤدى إلى اندلاع مواجهات".

 

وإضافة إلى ذلك "التنسيق الأمني بين (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن وجماعته من جهة وبين الجنرال دايتون وسلطة الكيان من جهة أخرى. فالجنرال دايتون الآن يشرف بنفسه على تدريب وتنسيق وحتى تخريج الأمن الفلسطيني في الضفة الغربية، كما تشارك القوات الصهيونية في إقامة الدورات التدريبية لهم".

 

واستطرد: "فإذا أخذنا في الاعتبار أهمية الضفة بالنسبة للقدس واستحالة قيام انتفاضة في القدس دون الضفة، بل أن الضفة الغربية هي الأساس حيث تندلع الانتفاضة فيها وبعد ذلك تنتقل إلى أراضي الـ48، علمنا أسباب عدم اندلاع انتفاضة حتى الآن".

 

وعن المصالحة، قال الزهار إنه "لا يوجد بديل عن إعادة المصالحة والقبول بنتائج الانتخابات"، معتبرا أن "المشكلة تتلخص في التحريض الأمريكي لحركة فتح على أن لا تقبل بنتائج الانتخابات وحرضت الدول العربية فأقامت علينا حصارا".

 

ورفض الزهار اعتبار أن زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في دمشق، تشير إلى أن أنقرة قد تكون بديلا للقاهرة في الوساطة للمصالحة الفلسطينية.

 

وقال: "إما القاهرة أو أنقرة هذه لعبة لا نلعبها أبدا، فنحن نريد أن نجمع كل الدول العربية والإسلامية لنصرتنا، أيضا الدول الأوروبية لو أمكننا ذلك"، وتابع: "بالتالي تأتي هذه الزيارة في إطار الاستفادة من تركيا في مساعدة الشعب الفلسطيني خاصة أن تركيا قدمت دماء 9 أو أكثر من أبنائها في سبيل الوصول إلى كسر الحصار وبالتالي القضية ليست محاور جديدة ولكن هي كيفية الاستفادة من كافة الطاقات العربية والإسلامية".

 

وتطرق الحوار مع د. الزهار إلى الحملة الوطنية لمكافحة التخابر والتي أعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة من خلالها فتح باب التوبة للعملاء. واعتبر الزهار أن "الحملة كانت ناجحة؛ فكثير من العملاء قاموا بتسليم أنفسهم وبعضهم تم إعادة تأهيله والبعض الآخر وضع أمام القضاء".

 

وأضاف أن العملاء الذين رفضوا أن يسلموا أنفسهم تتم متابعتهم، وتم اعتقال بعضهم والبعض يواجه محاكمات. وتابع: "تمكنا من تحقيق إنجازات على مستوىً عالٍ ضد جهاز الموساد "الإسرائيلي" في كشف وسائل استخباراته المتطورة التي حاول أن يلقي بها في قطاع غزة".

 

وحول تأثير العملاء على الوضع الميداني، قال الزهار: "هناك حرب حقيقية بيننا وبينهم على مستوى الشارع، لكن نستطيع أن نقول: هناك انحسار في قدرة العملاء وقدرة الجانب "الإسرائيلي" على تحقيق أهدافه في غزة".

 

وقال إنه بشهادة الجميع بما فيها شهادة الأجانب الذين زاروا غزة أن الوضع الأمني في غزة أفضل بكثير جدا مما كان عليه سابقا.

 

وشدد على أن حظر الصحف الصادرة من "رام الله" في غزة جاء بسبب أن تلك الصحف ترتكب مخالفات مهنية "وطالما أن قيادتها موجودة هناك ولا يمكن محاكمتها هناك فقد أصبح من الأفضل منعها". وأضاف: "نحن لا يمكننا أن نعطي فرصة لصحف تقوم بنشر أكاذيب وافتراءات ثم بعد ذلك نضطر للدخول معها في مواجهات".

 

ورفض اعتبار أن هذه الخطوة تأتي كمعاملة بالمثل مع سلطة رام الله، مشيرا إلى أن ما تقوم به سلطة رام الله من اعتقال وتنكيل بجميع المراسلين والصحفيين الذين ينشرون في غزة، "يوضح أن القضية ليست بالمثل ولكن القضية منع الفساد ونشر الأكاذيب التي لا قيمة لها".

 

وحول مصير إعادة الإعمار قال الزهار إنه حتى الآن لا يُسمح بدخول أسمنت أو حديد أو أي من مواد البناء اللازمة لإعادة الترميم والإعمار، معتبرا أن الاحتلال الصهيوني "نجح في خداع العالم الغربي بالحديث عن تخفيف الحصار فأدخل المايونيز وأربطة الأحذية والملابس وبقي الحديد والأسمنت وغيره من مواد التعمير ضمن قائمة الممنوعات".

 

وسوف ينشر الحوار المطول لموقع "المسلم" مع د.محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة حماس كاملا غدا بإذن الله.