
اقتحم نحو 130 يهوديا متطرفا المسجد الأقصى المبارك يوم الاثنين معززين بقوات الشرطة "الإسرائيلية". كما كشفت مصادر "إسرائيلية" إمكانية بناء 13 ألف مسكن استيطاني إضافي بالضفة الغربية المحتلة فور انتهاء مهلة التجميد الموقت للاستيطان في 26 سبتمبر الجاري ودون الحاجة إلى مصادقة من الجهات الحكومية.
وتأتي تلك الإجراءات عشية انطلاق "مفاوضات السلام" المباشرة بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس.
وذكرت مصادر محلية أن 130 يهوديًّا متطرفًا اقتحموا صباح اليوم الإثنين ساحات المسجد الأقصى من بوابة المغاربة، برفقة قوة معززة من شرطة الاحتلال. وذكر أحد حراس المسجد الأقصى، أن خمس مجموعات دخلت من البوابة، يتقدم كل مجموعة أحد كبار الحاخامات.
ولفت شهود عيان إلى أن المتطرفين اليهود نظموا جولاتٍ في باحات وساحات ومُصليات المسجد الأقصى المبارك، فيما اكتفى حُرّاس المسجد بمراقبتهم من مسافاتٍ بعيدة نسبيًّا خشية تعرضهم لملاحقات شرطة الاحتلال والتي كثيرًا ما لجأت إلى إبعاد عدد من العاملين في الأقصى لعدة أشهر تتجدّد تلقائيًّا.
وكانت قوة من شرطة وحرس حدود الاحتلال اقتحمت في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية المسجد الأقصى واعتلت مجموعة منها سطح الجامع القبلي المسقوف وأنزلت علمًا فلسطينياً ولافتاتٍ باسم القوى الإسلامية والوطنية تُهنئ المواطنين بحلول عيد الفطر السعيد.
ومن جانبها، اعتبرت "كتلة التغيير والإصلاح" الممثلة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في المجلس التشريعي الفلسطيني أن هذا الاقتحام يعد بمثابة "صفعة للمراهنين على المفاوضات العبثية وثمرة للتنسيق الأمني" بين السلطة الفلسطينية في رام الله والاحتلال الصهيوني.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن بيان الكتلة، قوله: "الاحتلال لم يكتف بسياسة التهويد والضم، بل يسعي ضمن خطة ممنهجة وعبر التدنيس المتكرر والحفريات المستمرة وصولاً لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه".
وأضافت: "هذه الانتهاكات التي جاءت بعد قبول السلطة بالمفاوضات المباشرة مع الاحتلال يؤكد أن هذا الفريق الأوسلوي لا يمثل إلا نفسه وهو يغرد بعيدًا عن نبض وإرادة الشعب الفلسطيني، وقراراته لا تلزم إلا أصحابها، وتشكل خدمة مجانية للاحتلال".
وعشية انطلاق المفاوضات المباشرة في شرم الشيخ، شدد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو خلال استقباله مبعوث الرباعية للشرق الأوسط توني بلير في القدس على أن قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لن يستمر بعد الـ26 من الشهر الجاري.
وتأتي تلك التصريحات في حين كشفت حركة "السلام الآن" "الإسرائيلية" عن إمكانية البدء في بناء 13 ألف وحدة سكنية على الفور بحلول هذا التاريخ، دون الحاجة إلى مصادقة الحكومة عليها.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان: "إذا لم يتم تمديد تجميد البناء، فإن المستوطنين يمكنهم نظريا بناء حوالى 13 ألف مسكن بدون أن يتطلب ذلك موافقة إضافية من الحكومة".
وأوضحت أنه "تم منح رخص بناء لحوالى 2066 مسكن على الأقل أصبحت أساساتها جاهزة، ومئات أخرى لم يتم بناء أساساتها بعد يمكن أن تشيد اعتبارا من انتهاء مهلة التجميد" التي أقرتها الحكومة "الإسرائيلية" لمدة عشرة أشهر ولم تلتزم فعليا بها.
وقالت الحركة إن "11 ألف مسكن آخر على الأقل تمت الموافقة على بنائها يمكن أن تبنى بدون موافقة حكومية إضافية، بينها خمسة آلاف في مستوطنات معزولة".
وقال مسؤول حكومي رفض الكشف عن اسمه أن "حوالى ألفي مسكن تدخل في فئة المساكن التي يمكن أن يتم بناؤها على الفور في (الضفة الغربية) بدون أي موافقة جديدة من الحكومة عند انتهاء مهلة التجميد".
وذكرت المنظمة أن "حوالى 25 ألف مسكن آخر تم التخطيط لها (في الضفة الغربية) لكن بناءها يتطلب موافقة حكومية".
وتبدأ غدا الثلاثاء في منتج شرم الشيخ المصري الجولة الثانية من مفاوضات السلام المباشرة حيث يلتقى عباس ونتانياهو بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.