
أعلن القس الأمريكي المتطرف تيري جونز اليوم السبت في مقابلة مع شبكة إن بي سي التلفزيونية أن كنيسته لن تحرق "أبدا" المصحف، وذلك بعد أن كان توعد بإحراق مئات المصاحف في الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر، لكنه قوبل بموجة استياء واسعة على الصعيدين الرسمي والشعبي، ومناشدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عدم تنفيذ خطته.
وفي وقت سابق أقر القس الأمريكي المتطرف أنه لم يقرأ القرآن الكريم ولم يطلع حتى على بعض ما جاء فيه، لكنه في الوقت نفسه لديه الرغبة في حرقه.
وقال جونز إنه لا يعرف القرآن "ولا أعرف ماذا يقول القرآن، لكنني أعرف ما يقوله الإنجيل عن القرآن"، بحسب الجزيرة نت.
ورغم تراجعه عن حرق المصحف في ذكرى سبتمبر وعدم اطلاعه على محتواه قال جونز إن لديه الرغبة في حرقه، مشيرا إلى أن تراجعه يأتي في مقابل تخلي المسلمين عن بناء مركز إسلامي قرب موقع هجمات سبتمبر.
وأشار القس إلى أنه ما زال بإمكان المسلمين بناء المسجد في نيويورك لكن في مكان آخر ليس قريبا من برجي مركز التجارة العالمي بنيويورك اللذين دمرا بهجمات سبتمبر، مضيفا "كل ما نطلبه هو تغيير المكان وبعد ذلك لن نحرق القرآن".
وقد وصل القس جونز -الذي أحيط بإجراءات أمن مشددة- نيويورك لحضور احتفالات إحياء ذكرى هجمات سبتمبر، لكنه رفض الرد على أسئلة الصحفيين الذين كانوا في انتظاره لدى وصوله.
وكان جونز أعطى أمس الجمعة إمام المسجد الذي سيبنى ضمن مركز ثقافي إسلامي في نيويورك فيصل عبد الرؤوف مهلة ساعتين للرد على طلبه بتغيير مكان بنائه، لكنه لم يتلق منه أي جواب.
جاء ذلك بعد أن أعلن جونز الخميس -عقب اتصال تلقاه من وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس- أنه ألغى خطته لحرق نسخ من القرآن الكريم بعد توصله لاتفاق مع إمام مسجد نيويورك لنقل مشروع بناء المسجد من موقعه الحالي، لكنه تراجع لاحقا وقال إنه علق خطته ولم يلغها، وقد يعيد النظر في تنفيذها.
وقد أكد عبد الرؤوف أنه لم يجر اتصالا مع جونز، ولم يعقد معه أي صفقات بشأن نقل موقع المركز الثقافي الإسلامي المسمى قرطبة بنيويورك.
وبعد العديد من التصريحات المتضاربة للقس جونز، قال ابنه لوك جونز إن حرق نسخ القرآن لن يتم اليوم السبت بالتأكيد، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام إمكانية حدوث ذلك في وقت لاحق.
وفي هذا السياق قال زعيم كنيسة إنجيلية بولاية فلوريدا الأمريكية إن خطة كنيسة القس جونز لإحراق نسخ من المصحف ألغيت تماما ولن تتم.
وقال القس كي إيه بول -الذي يسعى للتوسط في عاصفة الاحتجاجات التي أثارتها خطة إحراق نسخ من المصحف الشريف- في مؤتمر صحفي "أريد أن أكون واضحا وأؤكد مائة بالمائة أنه لن تجري عملية حرق للقرآن يوم غد (اليوم) في الساعة السادسة مساء كما كان مخططا".
وقال القس الإنجيلي المعادي للإسلام "قطعا لن نحرق القرآن، كلا. لا اليوم ولا ابدا"، وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت كنيسته الإنجيلية الصغيرة في مدينة غرينسفيل بولاية فلوريدا أرجأت إلى وقت لاحق مخططها القاضي بإحراق مئات المصاحف ردا على مشروع بناء مركز إسلامي قرب جراوند زيرو، موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في هجمات 11 سبتمبر.