
بكلّ ما أوتِيَت من حمّى التضليل، تبحث مستشارة بشار بن حافظ أسد، عن (قصة الإسلام والمسلمين) في كل أرجاء الأرض، وبخاصةٍ في فلسطين والعراق وأفغانستان!.. وبكل ما أوتِيَت من مهارات (النواح)، تصرخ الوزيرة السابقة للمغتربين السوريين، بمناسبة شهر رمضان المبارك، وهي تنقِّب عن المشرَّدين المسلمين، والمهَجَّرين، من ضحايا العدوان الغربيّ والصهيونيّ!.. وبكل ما أوتِيَت من تَقَانة (اللطم وشَق الجيوب والتطبير)، تذرف -المترجمةُ السابقة للقصر الرئاسيّ الجمهوريّ- دموعَهَا سخيةً، حُزناً على المضطَهَدين المظلومين، من أبناء العرب والمسلمين وبناتهم، في كل مكان!..
سورية طبعاً، في حسابات (النوّاحة المثقّفة)، لا تدخل ضمن إطار القصة التراجيدية الحزينة للإسلام والمسلمين!.. ومترجِمَة القصر التي شهدت -عن كثب- مجازر: سجن تدمر وحماة وحلب وحمص وجسر الشغور واللاذقية.. وغيرها، لا تملك القلب (الرقيق) الذي يتأثر لإبادة أكثر من مئة ألف طفلٍ وامرأةٍ وشابٍ وشيخٍ.. من شعب بلدها السوريّ.. ولا تملك الإحساس الكافي، بما يجري في سجون النظام الحاكم منذ أكثر من أربعين عاماً، مما يشيب لهوله الرضّع، ومما أدانته كل منظمّات حقوق الإنسان في العالَم!.. ولا تملك المشاعر (الدفّاقة) تجاه عشرين ألف مفقودٍ في سجون نظامها القمعيّ منذ أكثر من ثلاثة عقود، لا يعلم غير أمثالها، هل هم في عِداد الأحياء أم الأموات!..
الوزيرة السابقة للمغتربين، لا تعلم حتى الآن، كم بلغ عدد المهجَّرين قسراً من السوريين، ممن يعيشون في كل أصقاع الأرض خارج وطنهم السوريّ، ويتوزّعون على ثلاثة أجيالٍ متعاقبة، من المحرومين من كل حقوقهم المدنية الوطنية!..
* * *
لو نَظَرَتْ (نوّاحَةُ) القصر إلى حَجَر بلادها وشَجَره وصَخره.. لوجدت كلَّ أولئك يئنّ ألماً وحُزناً، على ذلك الرجل الثمانينيّ الذي يُقهَر –حالياً- في إحدى زنازين نظامها الاستبداديّ، وعلى تلكم الزهرات اللواتي لم يبلغن العشرين ربيعاً، من بنات سورية الطاهرات الأبيّات، وعلى آلاف الأحرار والحرائر، من الذين يذوقون ويلات أجهزتها القمعية، في سراديب الأقبية وفروعها!.. ومع ذلك، تبحث (لَطّامة) سورية (بحرقة)، عن (قصة الإسلام والمسلمين)، في مشارق الأرض ومغاربها!..
تناشد مستشارة النظام الأحاديّ الاستبداديّ الأقلامَ العربيةَ والمسلمة، [بأن لا يكون شهر رمضان شهراً للتفكير بالفقراء والمحتاجين فقط، بل
شهر جهادٍ بالكلمة الحرّة، والمعلومة الصحيحة، والصورة، لرفع الظلم عن أهلنا وإخوتنا وأحبّائنا، الذين يقبعون في سجونٍ مهينةٍ لاحتلالٍ بغيضٍ في فلسطين وغيرها]!.. وكل ذلك، كله يا سادة.. إنما هو ضمن إطار البحث الصادق المخلص عن (قصة الإسلام والمسلمين)!.. وكأنّ أولئك العرب والمسلمين السوريين المسجونين -قهراً وظلماً وافتراءً- بموجب قانون الطوارئ والأحكام العُرفية والاستثنائية.. كأنهم يقبعون في قصورٍ (سبع نجوم)، ولا يستحقّون الذِّكر، فهم في سجون ربِّـها: أسد الصغير، وريث سجون أبيه: أسد الأب!..
فأهلاً بكم في سورية، حيث لا قصّة للإسلام، ولا للمسلمين، فهم يتمتّعون بكامل حقوقهم وكرامتهم وإنسانيّتهم، بين جدران زنزانةٍ طائفيةٍ باطنيةٍ ممتدّةٍ.. اسمها: مملكة أسد السورية الجمهورية الوراثية!.. أهلاً بكم.. ومرحباً.