أنت هنا

29 رمضان 1431
المسلم ـ وكالات

انطلقت مظاهرة احتجاج بأفغانستان على خلفية اعتزام كنيسة أميركية إحراق نسخ من القرآن الكريم في الذكرى التاسعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، الأمر الذي اعتبره قائد قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان ديفيد بتريوس بأنه  "قد يتسبب بمشكلات كبيرة" للقوات الأمريكية في الخارج.
وحمل المشاركون في تلك التظاهرة لافتات تطالب الحكومة الأميركية بمنع كنيسة "دوف وورلد أوتريش سنتر" ومقرها ولاية فلوريدا من تنفيذ مخططاتها، وهتفوا بشعارات منددة بتلك المخططات، بينها "الموت لأميركا".

وتجمع المحتجون، ومعظمهم من طلبة المدارس الدينية، خارج مسجد ميلاد النبي في العاصمة كابل للتنديد بخطط الكنيسة لإحراق نسخ من القران يوم السبت المقبل. 
وكان الجنرال ديفيد بتريوس قد قال في بيان صدر عنه أمس الاثنين: "قد يعمل هذا الأمر على تعريض حياة الجنود للخطر، وكذلك كافة الجهود في أفغانستان." 
وأكد أحد مساعدي بيتريوس، الفريق ويليام كالدويل، في تصريح لبرنامج "غرفة الأحداث" الذي تبثه CNN، إن حرق القرآن "بدأ يثير بالفعل الكثير من الجدل والقلق" بين الأفغان.
وأضاف كالدويل، المسؤول عن جهود حلف الناتو لتدريب القوات الأفغانية: "نحن نشعر إلى حد كبير بأن هذا الأمر قد يعرض سلامة رجالنا ونسائنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية في هذه البلاد للخطر."
ولفت كالدويل إلى إن القوات الأمريكية "موجودة هنا (أفغانستان) للدفاع عن حقوق المواطنين الأمريكيين، ونحن لا نناقش هنا التعديل الأول في الدستور الأمريكي حول حقوق الأفراد"، وأردف قائلاً "ما أريد أن أقوله لكم هو أن هذا التصرف على وجه الخصوص سيعرض في الواقع سلامة جنودنا الشبان هنا للخطر، وسيقوض مهمتنا التي نحاول تحقيقها هنا."
يشار إلى أنه يوجد في أفغانستان قوات أمريكية ودولية قوامها 120 ألف جندي، يخوضون حرباً ضد تنظيم القاعدة وحركة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان وأطيح بها في عام 2001. 
وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها أفغانستان احتجاجات من هذا النوع، فقد لقي ثمانية أشخاص مصرعهم مطلع هذا العام في اشتباكات مع قوات الأمن الأفغانية والأميركية أثناء احتجاجات على تدنيس القوات الدولية لنسخ من القرآن الكريم في منطقة جارمسير بولاية هلمند.
وفي مايو 2008 قتل أحد جنود قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) ومدنيان أفغانيان على خلفية احتجاجات بولاية غور غربي أفغانستان ضد قيام جندي أميركي في العراق باتخاذ القرآن الكريم دريئة للرماية، وشهدت مناطق مختلفة مقتل وإصابة عدد من الشرطة وقوات ناتو.
وكان علماء أفغان قد هددوا في ذلك الشهر من العام 2005 بالدعوة إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة ما لم تسارع بتسليم المحققين العسكريين الذين تردد تدنيسهم للمصحف الشريف في معتقل غوانتانامو.

وتصر الكنيسة على أن حرق نسخ من القرآن، "ليس عملا ودياً ولا تعبيراً عن الكراهية"، لكنه تحذير ضد دعوات التهديد الذي يشكله الإسلام ـ بحسب زعمها ـ

لكن المتحدث باسم حزب التحرير الإندونيسي، محمد اسماعيل أكد على أن حرق نسخ من القرآن "لا تشكل اعتداء على القرآن الكريم فحسب، بل وعلى الإسلام والمسلمين في أنحاء العالم." 
وكانت الدعوة لحرق نسخ من القرآن قد أثارت ردود فعل غاضبة من المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الخارج، فيما تجمع الآلاف من الإندونيسيين خارج مقر السفارة الأمريكية في جاكرتا الأحد للاحتجاج على هذا العمل بحق كتاب الله. 
يذكر أن كنيسة "دوف وورلد أوتريش سنتر" أعلنت أواخر يوليو الماضي على صفحتها في فيسبوك عزمها على تخصيص "يوم عالمي لحرق القرآن"، على حد قولها.

وكانت الكنيسة قد وجهت نداء للجماعات للانضمام إليها لمواجهة ما سمته "شرور الإسلام" والوقوف في وجه ما وصفته بـ"الإسلام الشيطاني"..

جاء ذلك في وقت يتصاعد فيه الجدل بالولايات المتحدة بشأن مشروع لبناء مركز إسلامي قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي الذي استهدفته هجمات 11 سبتمبر.