
أظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمضي قدما في نشاطها النووي رغم العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة. واعترضت السلطات الإيرانية مجددا على دخول بعض مفتشي الوكالة الدولية ما أثار قلقا دوليا من غطاء السرية الذي تفرضه طهران على برنامجها النووي.
وقال التقرير السري الذي نشرته وكالة رويترز يوم الاثنين إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة ما زالت تشعر بالقلق بخصوص احتمال وجود نشاط في إيران لتطوير شحنة نووية يمكن تركيبها في صاروخ.
ويطالب التقرير إيران بتسهيل وصول مفتشي الوكالة إلى المواقع والمعدات والأشخاص ذوي الصلة بالبرنامج النووي "دون المزيد من الإبطاء" بهدف مساعدة التحقيق الذي تجريه الوكالة.
ومن المرجح أن تنظر القوى الغربية إلى نتائج التقرير على أنها تبرر شكوكها في أن طهران تسعى لصنع قنابل نووية وتبرز ضرورة دخولها في مفاوضات جادة لكبح برنامجها النووي.
وقال ديفيد أولبرايت رئيس معهد العلوم والأمن الدولي ومقره واشنطن "هذا تقرير بالغ الأهمية و(يظهر أن) الجانبين وصلا إلى طريق مسدود فيما يبدو".
ومن جانبه، قال علي أصغر سلطانية مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن التقرير "أضر بسمعة الوكالة من الناحية الفنية" لكنه اعتبر أن جميع الأنشطة النووية الإيرانية تحت "إشرافها الكامل".
ونقلت وكالة "مهر" شبه الرسمية للأنباء عن سلطانية قوله: "الأرقام والإحصاءات بشأن الأنشطة الإيرانية تعد علامات على اتخاذ خطوات باتجاه نجاح إيران وتقدمها في مجال التكنولوجيا النووية".
ولم تفلح العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة والدول الغربية في ثني إيران عن استكمال برنامجها النووي، حيث أشار خبراء في التقنيات النووية أن طهران باتت على بعد خطوات من إنتاج سلاح نووي.
كما عبر تقرير الوكالة عن القلق بخصوص ما وصفته "بالاعتراض المتكرر" من جانب إيران على اختيار الوكالة للمفتشين الذين يعملون في البلاد. ومنعت طهران اثنين من المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة من دخول البلاد في يونيو واتهمتهما بنقل معلومات خاطئة عن فقد بعض المعدات في مخالفة للواقع. ووقعت حالات مماثلة في السابق.
وقال دبلوماسي كبير مطلع على نشاط الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران "إن ذلك يزيد الضغط على المتفتشين".
وقال أولبرايت إن مفتشي الأمم المتحدة محبطون للغاية من هذه الاعتراضات الإيرانية. وأضاف "إنها تظهر تراجع قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على أداء عملها".
وتحقق الوكالة منذ سنوات في تقارير لأجهزة المخابرات الغربية تشير إلى أن إيران تقوم بجهود منسقة لمعالجة اليورانيوم وتختبر متفجرات على ارتفاعات كبيرة وتدخل تعديلات على صاروخ لجعله قادرا على حمل رأس نووية.
وذكر تقرير الوكالة ان إيران انتجت حوالي 2.8 طن من اليورانيوم منحفض التخصيب ارتفاعا من 2.4 طن في مايو الماضي بالإضافة إلى 22 كيلوجراما من اليورانيوم عالي التخصيب.