
دعت حركة طالبان الشعب الأفغاني إلى مقاطعة الانتخابات المزمع إجراؤها هذا الشهر، وأكدت أنها ستسعى إلى منعها واستهدافها بكافة السبيل، مشيرة إلى أن أول أهدافها سيكون قوات الاحتلال الأجنبي والقوات الحكومية الموالية لها. كما توعدت الحركة باستهداف المرشحين والناخبين في تلك الانتخابات التي تخدم مصالح الاحتلال.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في اتصال هاتفي مع رويترز من مكان لم يفصح عنه إن الانتخابات "عملية أجنبية من أجل ترسيخ احتلال أفغانستان وندعو الأمة الأفغانية لمقاطعتها". وأضاف "نحن نعارضها وسنحاول قدر استطاعتنا منعها. سيكون أول أهدافنا القوات الأجنبية ثم القوات الأفغانية".
كما قال مجاهد في اتصال مع فرانس برس: "سنستهدف جميع من هم على صلة بهذه الانتخابات في شكل أو في آخر، سواء كانوا مرشحين أم قوات أمنية أم ناشطين سياسيين أو مندوبين أو ناخبين". وندد بتلك العملية الانتخابية التي "يجريها المحتل الأجنبي لتحقيق مصالحه".
ويأتي هذا الإعلان بعد يوم واحد من إعلان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي عن تشكيل مجلس أعلى للسلام يختص بالتفاوض مع طالبان لإنهاء مقاومتها للاحتلال. لكن طالبان سبق أن أكدت مرارا رفضها لأي عروض لوقف هجماتها في ظل استمرار الاحتلال.
ويمثل الجانب الأمني مبعث قلق رئيسي لقوات الاحتلال والحكومة الموالية لها، حيث أوفت طالبان بتهديدات مماثلة أطلقتها في انتخابات سابقة.
وقبيل تلك الانتخابات المرتقبة قتل بالفعل أربعة مرشحين في الأسابيع الأخيرة وأصيب عشرات من العاملين في حملات الدعاية الانتخابية بجروح، حسبما قالت مؤسسات تابعة للأمم المتحدة ومسؤولون بالحكومة. وألقي باللوم في بعض الهجمات على طالبان.
وقال كرزاي إن مرشحا آخر أصيب بجروح وقتل عشرة من العاملين في حملته الانتخابية في غارة جوية يوم الجمعة بإقليم طخار في شمال البلاد لكن مسؤولين بحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة شككوا في روايته.
وقال نادر نادري رئيس مؤسسة انتخابات حرة ونزيهة المستقلة في أفغانستان إن تحذيرات طالبان تثير القلق لأنها ربما تؤدي إلى ضعف إقبال الناخبين على التصويت في المنطقة التي يسكنها البشتون في الجنوب التي تتمتع فيها طالبان بوضع أقوى.
وقال نادري: "الناس يعرفون أن طالبان عندما تصدر تحذيرا فهي تنفذ تحذيراتها. وهذا يمنع الناس من المشاركة بنشاط كبير" في الانتخابات.
ونفذت طالبان نحو 130 هجوما خلال الانتخابات التي أجريت العام الماضي. لكن الانتخابات لم تتعطل في معظم أنحاء البلاد، بالرغم من أن الإقبال كان ضعيفا في مناطق الجنوب التي يقطنها البشتون.
وقالت اللجنة المستقلة للانتخابات في أفغانستان التي يسيطر عليها كرزاي إن 938 مركزا للاقتراع من بين 6835 مركزا مقرر انشاؤها للانتخابات لن تفتح أبوابها في يوم التصويت لأسباب أمنية.
وأعلنت الأمم المتحدة في بيان يوم الأحد موافقتها على القرار من أجل "حماية أمن الناخبين والعاملين في الانتخابات ومراقبة مراكز الاقتراع وإجراءات التصويت على نحو آمن وفعال".
وهذه هي ثاني انتخابات برلمانية تجرى في أفغانستان منذ أن أطاح الاحتلال بنظام طالبان وأتي بحكومة موالية له وكلفها وضع دستور وقوانين تحكم الانتخابات.
ويتنافس نحو 2500 مرشح على 249 مقعدا في مجلس النواب، بعد أن تم استبعاد 76 مرشحا حتى الآن لأسباب عديدة منها أخطاء في التسجيل وصلات لزعماء فصائل وميليشيات خاصة.