أنت هنا

26 رمضان 1431
المسلم ـ وكالات

شن حزب الحرية اليمينى المتطرف في النمسا حملة من نوع جديد لمحاربة الإسلام عن طريق إطلاق لعبة إلكترونية معادية للإسلام في مسعى للضغط على الحكومة لمنع إقامة مآذن المساجد وارتداء الحجاب.

اسم اللعبة على الإنترنت "وداعاً للمساجد!"، حيث يمكنك إطلاق النار على المساجد والمآذن والمؤذنين.

وتقوم فكرة اللعبة على تدمير أكبر عدد ممكن من مآذن المساجد وأيضا قتل أئمة بالزي الإسلامي، يظهرون على شاشة الكمبيوتر بخلفية لمدينة "غراز" النمساوية.

ولا يتورع الساسة اليمنيين في أوربا عن أي مسلك للحصول على مزيد من أصوات الناخبين بتخويفهم من الإسلام والمسلمين وإيهامهم بالمخاطر التي تحدق بهم جراء تزايد المهاجرين المسلمين كما حدث في هولندا وألمانيا والدنمرك وفرنسا.

وتهدف اللعبة التي أطلق عليها الحزب اليميني المتطرف اسم "مساجد بابا" ، في إشارة إلى شخصية علي بابا ، إلى معرفة رأي اللاعب في حال امتلأت سماء المدن النمساوية بمساجد تختفي معها الكنائس، ويهمد صوت الموسيقى الكلاسيكية لتضج باصوات المؤذنين وهم يرفعون الاذان، وما على اللاعب الرافض لوضع كهذا سوى المسارعة لمحو كل المظاهر الاسلامية، محققا اعلى النقاط بالقضاء عليها.

ويُطلب من اللاعب إطلاق النار على المساجد الإسلامية والمؤذنين، وذلك قبل أن تملأ المدينة. في حال عدم نجاحك وامتلأت الشاشة بالمنارات، عندها تظهر لك الجملة التالية: إذا كنت تريد ألا يحدث هذا، صوّت إذن لصالح حزب الحرية في 26 سبتمبر.

ويقف قسم كبير من الشعب النمساوي ضد بناء المساجد في البلد الذي يشكل المسلمون فيه نسبة 5 في المئة من عدد السكان، ومع ذلك لا يوجد في النمسا أكثر من أربعة مساجد مع مآذنها. ويمكن لباقي المسلمين الذهاب إلى أماكن عبادة مؤقتة في الأقبية ومرائب السيارات.

من جانبه، دان المستشار النمساوي رئيس الحزب الاشتراكي فرنير فايمان بشدة الحملة التي يشنها حزب الأحرار اليميني المتطرف على الإسلام والمسلمين في البلاد.
وأعرب في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية عن رفضه القاطع للشعارات العنصرية التي ترفعها الحركات اليمينية المتطرفة ومنها حزب الأحرار ضد "الجالية الإسلامية وغيرها من الأقليات".
واوضح ان حملة حزب الاحرار العنصرية المتزامنة مع الانتخابات المحلية في محافظة (شتاير مارك) و(فيينا) لا تمثل باي شكل من الاشكال صوت النمسا مؤكدا التزام بلاده بنهجها القائم على الحوار السلمي واحترام الثقافات والأديان والمساهمة بنشاط في الجهود المتواصلة لتحقيق السلام والتفاهم في العلاقات الدولية. 

وفي تطورلاحق، حظر القضاء النمساوي اللعبة المتداولة على بعض مواقع الإنترنت، والتي تستهدف طلقاتها المآذن الإسلامية.

وأكد الادعاء العام في مدينة غراتس النمساوية، مساء أمس، أنه قدم دعوى مستعجلة أمام محكمة الجنايات في غراتس جنوب النمسا، ضد موقع حزب الحرية النمساوي الذي نشر هذه اللعبة على موقعه الإلكتروني لوجود شبهة قوية تتعلق بالتحريض على الكراهية واحتقار الشعارات الدينية.

وفضلا عن ذلك، قدمت عريضة برفع الحصانة البرلمانية عن جيرهارد كورتسمان، رئيس حزب الحرية النمساوي، وهو المسؤول عن نشر اللعبة على الموقع المذكور.

وحسب وكالة الأنباء الألمانية نشر الحزب على موقعه مساء أمس قوله «بسبب النفوذ السياسي لخصومنا تم منع هذه اللعبة من قبل القضاء النمساوي».

وكانت اللعبة أثارت منذ نشرها على الموقع بداية الأسبوع الحالي استياءا شديدا في جميع أنحاء النمسا، واعتبرت استفزازا مقصودا قبيل الانتخابات المحلية لبرلمان شتاير مارك في السادس والعشرين من سبتمبر (أيلول) الحالي، وأطلق مصمموها عليها «وداعا مسجد بابا»، وإشارة إلى التخلص من المسجد بقصفه أثناء اللعب.

ويعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في العاصمة النمساوية فيينا بعد (الكاثوليك) إذ يقدر عدد المسلمين في النمسا وفقا لأحدث الإحصاءات الرسمية بنحو 500 ألف مسلم أي بنسبة ستة في المائة من تعداد السكان البالغ ثمانية ملايين نسمة.