
فرضت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاقا واسعا في عدة مناطق بالضفة الغربية، في أعقاب عملية "سيل النار" التي نفذتها كتائب القسام والتي أدت إلى مقتل أربعة مغتصبين صهاينة قرب مدينة الخليل بجنوب الضفة. كما قامت سلطات الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموالية للاحتلال باعتقال أكثر من 150 من أتباع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وأقامت سلطات الاحتلال عددا من الحواجز على الطرق، كما داهم الجنود "الإسرائيليون" عدة منازل فلسطينية وقاموا بتفتيش من البيوت في القرى القريبة من الخليل بالقرب من مستوطنة كريات أربع التي قتل فيها المستوطنون.
وقال المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" إن قواته "وضعت في حال تأهب خشية وقوع اعتداءات أخرى"، وبحسب إذاعة الاحتلال العسكرية فإن الشرطة "الإسرائيلية" شددت بدورها الإجراءات الأمنية في جنوب الكيان الصهيوني في المنطقة المجاورة لمكان الهجوم، تحسبًا لتسلل مقاومين وتنفيذ هجمات جديدة.
ومن جانبها، شنت القوات الأمنية التابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس الموالي للاحتلال "الإسرائيلي" حملة اعتقالات واختطافات ومداهمات واستدعاءات واسعة في صفوف حركة حماس وأنصارها في جميع محافظات الضفة المحتلة.
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام القريب من حماس أن أرقاما أولية تشير إلى اختطاف أكثر من 150 من أبناء الحركة وأنصارها في أعقاب العملية التي نفَّذها ذراع الحركة العسكري "كتائب القسام".
وقال المركز نقلا عن مصادر محلية يوم الأربعاء إن ميليشيا عباس دهمت بهمجية مئات المنازل التي تعود إلى نواب وقياديين ورموز ونشطاء في الحركة، وقامت باختطاف العشرات ممن استطاعت اختطافهم، في حين سلَّمت ذوي المئات ممن لم تجد أبناءهم أو أزواجهم استدعاءات فورية للحضور لمقارِّها.
وأضاف أن المليشيا وضمن حملتها الشرسة حاصرت عشرات المساجد أثناء صلاة الفجر واختطفت العديد من المصلين أثناء خروجهم من الصلاة. كما قامت باستدعاء عدد من الأسيرات المحررات في سلفيت وقلقيلية، مشيرة إلى أن حملة المداهمات ما زالت مستمرةً في جميع مدن وقرى ومخيمات الضفة.
وأورد المركز قائمة طويلة بأسماء المختطفين ومحل إقامتهم، مدينا عمليات المداهمة والاختطاف.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت مسؤوليتها عن عملية إطلاق النار على مغتصبين صهاينة في مدينة الخليل بجنوب الضفة الغربية، والتي أطلقت عليها اسم "سيل النار"، قائلة إنها حلقة من سلسلة ردود على جرائم الاحتلال. وأضافت في بيان لها أن العملية البطولية المباركة تأتي في إطار استكمال مشروع الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني حتى تحرير الأرض وتطهير المقدسات.
وأضاف البيان: "ليعلم العدو الصهيوني وأزلامه بأنه طالما استمر العدوان، وتهويد القدس، وبناء المغتصبات، فإن مقاومتنا ستتواصل وستتصاعد وتيرتها، فهي الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال في القدس والضفة والقطاع".
توالت ردود فعل الفصائل الفلسطينية المباركة للعملية باستثناء حركة "فتح" التي نددت بلسان رئيسها عباس بالعملية.
فقد أشادت حركة الأحرار بالعملية ودعت لمزيد منها، كما أشادت "كتائب المقاومة الوطنية" الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بالعملية مطالبة بتوحيد بوصلة المقاومة. وبدورها باركت لجان المقاومة في فلسطين العملية، وقالت في تصريح لها إن هذه العملية البطولية "تأكيد على أن طريق المقاومة والجهاد ماض حتى تحرير الأرض وتطهير المقدسات من دنس الصهاينة المعتدين".
وفي وقت سابق، صدرت بيانات مباركة وتأييد من قبل حركة الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، وكتائب الناصر صلاح الدين.
لكن حركة فتح نددت بلسان زعيمها محمود عباس بالعملية، وعلاوة على ذلك تعهد سلام فياض رئيس حكومتها في رام الله باتخاذ إجراءات لحماية الصهاينة المغتصبين.