
وصل وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس إلى العراق يوم الأربعاء في زيارة مفاجئة تأتي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما رسميا عن انتهاء العمليات القتالية للقوات الأمريكية في العراق.
ومن المتوقع أن يحضر جيتس مراسم تسليم قيادة القوات الأمريكية في العراق من الجنرال ريموند أوديرنو إلي القائد الجديد اللفتنانت جنرال لويد أوستن.
وانخفض عدد القوات الأمريكية في العراق إلي أقل من 50 ألف جندي قبل انسحاب كامل بحلول نهاية العام القادم.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن مساء الثلاثاء أن "المهمة القتالية الأميركية في العراق انتهت". جاء ذلك في خطاب ألقاء من مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض. لكن أوباما عقب بأن "مهمتنا القتالية انتهت ولكن ليس التزامنا من أجل مستقبل العراق"، على حد قوله.
وذكر أوباما أن "الأمر يتعلق بالوعد الذي قطعته للشعب الأميركي عندما كنت لا أزال مرشحا لهذا المنصب". وكان أعلن جدولا لانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من العراق في أواخر فبراير، أي بعد شهر على توليه مهامه كرئيس للبلاد.
وذكر أوباما "هذا ما قمنا به. لقد قمنا بسحب مئة ألف جندي أمريكي من العراق. لقد أغلقنا مئات القواعد أو قمنا بتسليمها إلى العراقيين. كما قمنا بنقل ملايين المعدات (العسكرية) من العراق".
وقتل أكثر من أربعة آلاف جندي أمريكي في العراق منذ احتلاله في مارس 2003 بأمر من الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش للإطاحة بنظام صدام حسين بمزاعم ثبت عدم صحتها حول حيازته أسلحة دمار شامل.
وشدد أوباما على ضرورة طي تلك الصفحة معتبرا أن "مهمتنا الأكثر إلحاحا هي إعادة بناء اقتصادنا وإعادة ملايين الأميركين الذين فقدوا وظائفهم إلى العمل" بسبب الأزمة المالية.
وأوضح أوباما أن احتلال العراق أدى إلى "إنفاق موارد ضخمة في الخارج بينما كانت الميزانية متقشفة" في الولايات المتحدة. وأقر بأن إعادة إطلاق الاقتصاد "ستكون صعبة"، متعهدا بأنه "في الأيام المقبلة، ستكون هذه مهمتنا الأساسية كشعب ومسؤوليتي الأساسية كرئيس للبلاد".
وحظى خطاب أوباما باهتمام إعلامي واسع كونها المرة الثانية التي يلقى فيها خطاب من المكتب البيضاوي منذ تسلمه مهامه.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي كان شريك الولايات المتحدة في الحرب على العراق يوم الأربعاء إنه لم يمكنه تصور الكابوس الذي تداعت أحداثه في العراق لكنه ما زال غير نادم على الحرب.
وفي مقتطفات من مذكراته أذيعت قبل نشر الكتاب ردد بلير أقواله السابقة بأن غزو العراق كان مبررا لأن صدام حسين شكل تهديدا وكان بأمكانه تطوير أسلحة للدمار الشامل، رغم ثبوت عكس ذلك.
وقال بلير "لا يمكنني أن أندم على قرار الذهاب الي الحرب ... يمكنني أن أقول أنني لم أتوقع قط الكابوس الذي تداعت أحداثه"، مشيرا إلى سنوات من الصراع السياسي والعنف الدموي الطائفي الذي حدث في العراق منذ بدء الاحتلال.