
في طريقة مشابهة لاغتيال القيادي في "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، محمود المبحوح مطلع العام الجاري في دبي؛ أقدمت المخابرات الصهيونية قبل يومين على اغتيال قيادي آخر في القسام من قطاع غزة باستخدام المواد السامة والأدوات نفسها.
فقد أثار العثور على جثمان أحد قادة "كتائب القسام" في غزة، وهو سامي عنان (39 عاما)، مقتولاً مساء الجمعة وسط قطاع غزة؛ استغراب ذويه ومن يعرفه، وظنوا في البداية أنه قتل بطرق جنائية تقليدية، إلا أنه تبين أن جسمه لم يصاب بخدش واحد، باستثناء حقنه بحقنتين سامتين في يده اليسرى، وصعقه بالكهرباء أسفل بطنه، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.
وذكرت وكالة "قدس برس" في تقرير لها، أن عائلة عنان رفضت فتح بيت عزاء لنجلها سامي ظناً منها أنه قتل غدراً، وذلك حتى يتبين من يقف وراء قتله وتقديمه للعدالة؛ حتى تبين أن سامي حُقن بمادة سامة غير موجودة في قطاع غزة، وصعق بالكهرباء، متهمين بشكل مباشر المخابرات الصهيونية بقتله.
ونعت "كتائب القسام" عبر مكبرات الصوت الشهيد عنان، بوصفه أحد قادتها، كما سيرت مسيرة عسكرية كبيرة إلى بيته في حي الصبرة بمدينة غزة ألقيت خلالها كلمة لأحد قادة حركة "حماس"، اتهم بشكل مباشر المخابرات الصهيونية بالوقوف وراء الحادث، مشيراً إلى أن الأدوات المستخدمة في القتل لا تمتلكها سوى المخابرات الصهيونية، وغير موجودة في قطاع غزة.
ومن جانبه قال شقيقه إنه ولعدم وجود مختبرات خاصة في قطاع غزة، تظهر نوع السم الذي حقن به سامي؛ فإنهم اكتفوا بالتأكد من خلال أنسجة جسمه، وأضاف: " بصمات المخابرات الصهيونية واضحة على اغتيال أخي سامي من خلال حقنه بالإبر السامة، التي أدت وحسب تقرير الطبيب الشرعي إلى تلف في الرئتين، وصعقه في الكهرباء".
وربط شقيق الشهيد ما بين اغتيال سامي واغتيال القيادي في كتائب القسام محمود المبحوح في دبي، مشيرا إلى أنهم استخدموا نفس المواد السامة، ولكنهم غيروا الطريقة، وأنهم سعوا لكي تظهر عملية اغتيال شقيقه وكأنها عملية جنائية وليس عملية اغتيال.
وأشار إلى أن المباحث في غزة تحقق الآن في الآلية التي تم فيها استدراج سامي، لمعرفة المزيد من التفاصيل بعدما تم التأكد أن المخابرات الصهيونية هي المسؤولة عن قتله.
وكان الشهيد عنان قد أمضى في سجون الاحتلال أكثر من تسع سنوات على فترتين، أطولها التي أمضى فيها ثمان سنوات متواصلة بتهمة توصيل مقاومين وسلاح من غزة إلى الضفة الغربية والعكس، ومن بينهم الشهيد المهندس يحيى عياش (أحد أبرز القادة العسكريين للقسام)، وكذلك أصيب بنيران قوات الاحتلال مرتين خلال الانتفاضة الأولى.
ولد الشهيد عنان عام 1971 في مدينة غزة، وينحدر من عائلة متدينة ومقاومة، انضم في ريعان شبابه إلى حركة حماس، وذلك مع اندلاع الانتفاضة الأولى نهاية عام 1987، وكان أحد أبرز نشطائها، حيث يشهد له حي الصبرة في المواجهات التي كان يقودها ما بين قوات الاحتلال وراشقي الحجارة، وقد أصيب خلال هذه الانتفاضة مرتين بنيران قوات الاحتلال، واعتقل مرة عام 1989 أمضى خلالها 14 شهراً بتهمة الانتماء لحركة "حماس" وتنفيذ فعاليات من رشق قوات الاحتلال وتنظيم مظاهرات ومسيرات.