
شدد الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي على التجاوب الكبير من الدبلوماسيين المقيمين في المملكة مع حفل الإفطار السنوي الذي تقيمه الندوة العالمية للعام الثامن على التوالي، مشيرا إلى حرص السفراء والقائمين بالأعمال والعاملين في الحقل الدبلوماسي على تلبية الدعوة المقررة الأحد القادم 19 رمضان بالرياض.
وقال الدكتور الوهيبي في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالأمانة العامة قبل يومين "إن الندوة العالمية وجهت الدعوة لحضور حفل الإفطار السنوي الثامن الذي يقام يوم الأحد القادم في فندق الإنتركونتننتال بالرياض، مشيراً إلى أن هناك استجابة كبيرة لحضور الحفل، بل إن بعض الدبلوماسيين يسألون عن موعده.
وأوضح أنه تم توجيه الدعوة إلى 106 سفارات أي كل السفارات المعتمدة في المملكة، وإلى 200 من رجال الأعمال والداعمين لنشاطات وبرامج الندوة و45 شخصية من رجال العمل الخيري و30 إعلامياً، وأضاف أن 37 سفيراً و28 قائماً بالأعمال وافقوا على الحضور، وكذلك وافق على الحضور30 شخصية من رجال الأعمال و23 من رموز العمل الخيري، وأنه تم تشكيل 6 لجان من شباب الندوة للإشراف على الحفل والجميع متطوعون.
ولفت إلى أن عدد الحضور من الدبلوماسيين للحفل يزداد عاماً بعد الآخر، واصفا حفل الدبلوماسيين والداعمين بأنه "معلم رمضاني" يحظى بدعم ولاة الأمر والمسؤولين، وبحضور الدبلوماسيين والداعمين لبرامج ونشاطات الندوة.
وعن هدف الإفطار السنوي، قال د الوهيبي "الهدف هو مد جسور التواصل مع الآخرين، وإقامة حوار مفتوح مهم، نعرفهم بديننا وعاداتنا وثقافاتنا وتقاليدنا وقيمنا، وبالعمل الخيري الإنساني الذي ينطلق من هذه البلاد المباركة"، مثمناً الاستجابة الكبيرة للحفل من العاملين في الحفل الدبلوماسي، ومشيداً بالنتائج الإيجابية لهذه اللقاءات التي بدأتها الندوة العالمية للشباب الإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر، مع السفراء والقائمين بالأعمال المعتمدين في المملكة.
وأشار إلى دور مؤسسات المجتمع المدني في إزالة سوء الفهم الذي تكون لدى بعض الناس من آثار أحداث 11 سبتمبر والهجمة الإعلامية والسياسية الشرسة التي قادها بعض الغربيين ضد الإسلام والمسلمين، ونالت من الدول الإسلامية والمؤسسات والجمعيات الخيرية.
وأضاف الدكتور الوهيبي: "الحمد لله هناك تفهم أكبر الآن لعملنا، ولنشاطاتنا وبرامجنا"، مؤكداً أن الجمعيات الخيرية الإسلامية لها الحق في العمل الإنساني، والإغاثي، ولها الحق في الدعم والمساندة من الدول والحكومات، مشيراً إلى أن الدول الغربية تدعم بقوة الجمعيات التطوعية والإنسانية الأوروبية والأمريكية، وتتيح لها مساحات واسعة من العمل، وكذلك فمن حق الجمعيات الخيرية الإسلامية في أداء دورها الإغاثي والإنساني.
كما أكد الأمين العام للندوة العالمية التزام الجمعيات الخيرية بالضوابط واللوائح والنظم، مشيراً إلى الالتزام بالتوجيهات الرسمية، وقال: "إن عملنا مؤسسي يخضع للوائح والضوابط، وبرامجنا معلنة، وجميع أمورنا المالية تدقق وتراجع ولا يوجد لدينا ما نخفيه".
وأضاف د. الوهيبي أن حفل الإفطار السنوي للدبلوماسيين بدأته الندوة العالمية عام 2003م، لتحقيق عدة أهداف منها أن يكون هناك جسر للتواصل بين مؤسسات العمل الخيري، وأعضاء السلك الدبلوماسي، وقال: "لقد أردنا بناء جسور ثقة مع الدبلوماسيين، وبدأنا سلسلة من الزيارات للدبلوماسيين واستقبلنا السفراء والقناصلة والقائمين بالأعمال، ودارت حوارات بناءة بيننا، وأقمنا نشاطات ثقافية وعلمية مشتركة آخرها دورات تعلم اللغة الفرنسية بين الندوة العالمية والسفارة الفرنسية بالرياض".
ولفت إلى النتائج الإيجابية لهذه اللقاءات المبنية على الشفافية والتي تركّز على ضرورة التعايش الإنساني، وفق القيم الإنسانية المشتركة، وأن هناك ثوابت لا يمكن التفريط فيها، كما أن لدى الآخرين ثوابت يجب احترامها ، وقال: إن الكثير من الأمور تم حلها بهذه العلاقات، منها موضوع الحصول على تأشيرات للدول الأوروبية للقائمين بالأنشطة والبرامج الصيفية، مشيراً إلى أن الندوة العالمية حين تتقدم للحصول على تأشيرات لتنفيذ برامج ودورات في الدول الأوروبية لأبناء الأقلية المسلمة تخطر سفارات هذه الدول بالبرامج والأنشطة التي يتم تنفيذها مؤكداً أنه لا توجد أي صعوبات الآن في الحصول على تأشيرات الدول الأوروبية.
وأكد الدكتور الوهيبي أن الإسلام دين منفتح على الآخرين، ويحفظ حقوقهم وأعراضهم، وأن على المسلمين أن يكونوا أصحاب مبادرات في التعرف بالآخرين والتعريف بدينهم وثقافاتهم وقيمهم.
وقال "إننا في العمل الخيري الإسلامي نتحرك بثقة ونقوم بدورنا في العمل التطوعي والإنساني، وليس لدينا أي مشكلة مع أحد، ولا نتدخل في أي شأن آخر".
وعن العلاقة مع الغرب أضاف "هناك مجالات للعمل المشترك لا بد أن نعمل من خلالها، ولسنا في موقف ضعف، ولا نريد أن ننتظر بل أن نكون أصحاب مبادرات كما علمنا ديننا ونعرّف الآخرين بديننا وثقافتنا وقيمنا ومصالحنا، ونحاورهم ونستمع إليهم، وهناك أقليات مسلمة في الغرب تشكل عمقاً إستراتيجياً للعالم الإسلامي، ولا نقبل أي حصار يفرض علينا أو على هذه الأقليات المسلمة".
واعترف د. الوهيبي أن هناك مخاوف لدى الغرب بعد أحداث 11 سبتمبر وأن هذه المخاوف تبدد بالحوار الموضوعي وزرع الطمأنينة في نفوسهم، مشيراً إلى أننا دعاة تفكير ونرفض ونستنكر كل أشكال العنف وموقفنا واضح وصريح في ذلك.
وأكد أن منطقة الخليج تعد أكبر منطقة مانحة وداعمة للعمل الإنساني والإغاثي، وأن قوة العمل الخيري الإسلامي تنطلق من دول الخليج، ولذلك ركز خصوم العمل الخيري الإسلامي في التحريض عليه.
وطالب د. الوهيبي العاملين في الحقل الدبلوماسي الإسلامي والخليجي بالدفاع عن الجمعيات الخيرية الإسلامية، مؤكداً أنها جمعيات تقوم بدورها الإنساني والتطوعي، وتساءل لماذا يجوز للجمعيات التطوعية والإنسانية الأمريكية أن تعمل وتدعم وتجمع التبرعات، وتفرض القيود على الجمعيات الخيرية الإسلامية؟!
ورفض الدكتور الوهيبي سياسة الكيل بمكيالين، مؤكداً حق الجمعيات الخيرية الإسلامية في العمل، مطالباً الدول والحكومات الإسلامية بدعم العمل الخيري الإسلامي كما تدعم الدول الغربية العمل الإنساني الذي ينطلق من الدول الغربية.
وأشار إلى وجود بعض العقبات أمام العمل الخيري الإسلامي منها قضية جمع التبرعات والتحويلات للخارج، مشدداً على الالتزام بالتوجيهات الرسمية، ومطالباً برفع هذه القيود حتى يقوم العمل الخيري بدوره بصفته قطاعاً ثالثاً من قطاعات التنمية بعد القطاعين الحكومي والخاص.
وقال: استبشرنا خيراً بإدارة الرئيس باراك أوباما ولكن حتى الآن لا يوجد أي تغير في موقف وزارة الخزانة الأمريكية، مشيراً إلى موقف المحافظين الجدد المعادي والمحرض على العمل الخيري الإسلامي.