
نجا مدير تحرير صحيفة الوطن البحرينية من محاولة اغتيال من قبل ملثمين اثنين أثناء مغادرته مقر عمله فجر اليوم الأربعاء.
وتحدث مدير تحرير صحيفة الوطن الفلسطيني مهند أبو زيتون لوكالة أنباء البحرين عن تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له قائلا إنه كان خارجا من مبنى الصحيفة في الثالثة فجرا وركب سيارته فلمح ملثما كان واقفا خلف سيارته فنزل ليستطلع الأمر ففوجئ بملثم آخر يتوجه نحو المقصورة الأمامية لسيارته حيث أشعل النار فيها.
وأضاف أبو زيتون أنه حاول مقاومة الملثمين إلا أن أحدهما كان يحمل آلة حادة وضربه على يده اليسرى محاولا توجيه ضربة أخرى على الرأس مسببا له بعض الجروح ثم لاذا بالفرار من موقع الحادث، وذكر أبو زيتون أنه طلب المساعدة من أحد موظفي الصحيفة بعد الحادث مشيرا إلى أنه لم يتعرف على مرتكبي حادث الاعتداء ضده .
وأكد مدير تحرير الوطن أنه شخصيا يحب أن يرى البحرين كما كان يراها دائما "بحرين الخير والمحبة وكما عرف شعبها دائما وأنه لن يسمح لهذه الحادثة بأن تغير هذه الصورة أو النهج الذي اتخذته صحيفة الوطن للدفاع عن أمن واستقرار المملكة".
وسارع موظف بالمبنى إلى إطفاء السيارة قبل أن يأتي عليها الحريق بأكملها، فيما حضرت على الفور دورية الشرطة وباشر رجال الأمن التحقيق في الاعتداء، و"اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والقانونية اللازمة وسرعة إسعافه من إصابته، فيما تواصل النيابة العامة من جهتها التحقيق في ملابسات الحادث"، وفقاً لبيان صادر عن صحيفة الوطن البحرينية.
وقال عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين البحرينية ورئيس قسم الشؤون السياسية في الصحيفة، أحمد المدوّب "إن ما جرى للزميل حادث إرهابي القصد منه توجيه تهديد لصحيفة الوطن التي تؤكد على احترام القانون وأن تتم محاسبة الخارجين على القانون، خصوصاً بعد أحداث العنف الأخيرة التي وقعت في البحرين.
وجاء في بيان للصحيفة أنها تؤكد أن هذه المحاولة السافرة لن تثني الصحيفة عن مواصلة رسالتها الصحفية البناءة في المجتمع ونشر الكلمة الشريفة الهادفة إلى تعزيز دولة المؤسسات والقانون وحرية الرأي والتعبير التي كفلها المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى حفظه الله، وكفلها دستور المملكة وميثاق العمل الوطني."
وأدانت جمعية الصحفيين البحرينية محاولة الاغتيال التي تعرض لها أبو زيتون، وذلك في بيان صادر عنها ، وأكدت تضامنها الكامل معه ومع الصحيفة التي يعمل بها، "ومع كافة الصحفيين والصحفيات في الصحيفة في مواجهتهم للإرهاب الدنيء"، بحد قولها.
وقالت "إن هذا الاعتداء يجب ألا يمر، ولابد من تعقب مرتكبيه وتقديمهم للقضاء العادل لينالوا ما يستحقونه من عقاب على فعلتهم الشنيعة"، مشددة على "أن هذا الاعتداء لن يثني أصحاب القلم من أداء مهامهم ورسالتهم النبيلة ومحاربة الإرهاب والعنف والتخريب وكل الأجندات التي تستهدف النيل من الاستقرار والأمن ومن مسيرة الحرية والديمقراطية التي تشهدها البحرين."
وأوضحت الجمعية "أن ما يجري في المملكة (البحرين) من أحداث عنف وإرهاب أمر مؤسف، خصوصاً وأن البحرين شهدت تحولات سياسية واسعة قادها جلالة الملك خلال السنوات العشر الأخيرة."
ولفتت الجمعية إلى "أن انتقال هذه الأحداث من الشارع إلى رجال الصحافة الذين يقومون بواجبهم المهني والأخلاقي في تغطية ما يجري من أعمال عنف وإرهاب مؤشر خطير يستهدف الصحفيين بشكل واضح وحرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور البحريني والقوانين."
لكن لم تصدر لحد الآن أي ردود أفعال من منظمات حقوقية دولية أدانت قبل أيام اعتقال مخربين من المعارضة الشيعية، ومنهم منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية.
وتعيد الحادثة إلى الأذهان محاولة اغتيال مستشار ملك البحرين الحالي نبيل بن يعقوب الحمر عندما كان رئيسا لتحرير صحيفة الأيام في التسعينات بعد أن تم تفخيخ سيارته وتفجيرها في مبنى الجريدة.