
جدد خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري؛ تأكيده على أن زيارة العرب والمسلمين من الدول العربية والإسلامية إلى مدينة القدس المحتلة؛ "تطبيع مع الاحتلال، ولا بد من منعها".
وأوضح الشيخ صبري، في تصريح لصحيفة "الغد" الأردنية اليوم الخميس، أن "دعم مدينة القدس المحتلة ليس بالضرورة أن يكون من خلال الزيارات إليها، وإنما نحن بحاجة ماسة إلى دعم المؤسسات الصحية والتعليمية والإسكانية والشبابية في هذه المدينة المقدسة".
وأوضح خطيب الأقصى أن "دعم تلك المؤسسات وإيجاد ميزانية لها سيقوي صمود وثبات الأهالي المقدسيين في مدينة القدس"، متسائلاً عن "عدم سماع أصوات تطالب بتنفيذ قرارات القمة العربية التي عقدت في سرت (27-3-2010)؛ حيث اتخذت قرارات لدعم القدس المحتلة، ومنها دعم مالي بقيمة 500 مليون دولار، ولكن لم تنفذ حتى الآن".
وتأتي فتوى الشيخ صبري عقب تصريحات لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس دعا فيها العرب والمسلمين إلى زيارة فلسطين ومدينة القدس على وجه التحديد؛ حيث شدد على أن مثل هذه الزيارات لا تعتبر تطبيعًا.
وتتسق الفتوى مع فتاوى العديد من علماء العالم الإسلامي، وعلى رأسهم الشيخ العلاَّمة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي أفتى بحرمة زيارة القدس وهي تحت الاحتلال، كما أفتى بذلك الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والتي لاقت هجومًا شديدًا من قبل سلطة عباس.
ودعا صبري "الحريصين والمحبين لمدينة القدس بأن يعملوا على تحريرها من الاحتلال الصهيوني، وأن يطالبوا الأنظمة والحكومات في العالم العربي والإسلامي بذلك"، منتقدًا "غياب المطالبة بتحرير القدس في الأوان الأخير، وكأن الاحتلال بدأ يأخذ شرعيته من خلال الحث على زيارة القدس".
وطالب "أهل بيت المقدس وفلسطين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والمرابطة فيه وأداء الصلاة وتلاوة القرآن الكريم"، حاثًّا "كل فلسطيني قادر على أن يأتي إلى المسجد الأقصى، ومن لم يستطع ذلك بسبب الحواجز العسكرية المشددة فعليه الصلاة حيث مُنع.
وأشار الشيخ إلى أن "سلطات الاحتلال فرضت قيودًا على مدينة القدس والبلدة القديمة، وبخاصة المسجد الأقصى المبارك، من حيث الدخول بتصاريح وتحديد الأعمار"، داعيًا إلى أخذ الحيطة والحذر خلال شهر رمضان المبارك؛ حيث ترتفع وتيرة اعتداءات المتطرفين الصهاينة على المسجد الأقصى.
وكان الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر في مصر، قد أكّد أن "زيارة المسلمين والعرب إلى القدس في الوقت الراهن لا تحقق مصلحة،" مشيرًا إلى أنه "يرفض زيارة القدس تحت الاحتلال"، على اعتبار أن "الحكم يدور مع العلّة وجودًا وعدمًا."، مضيفًا: "تقديري أن زيارة القدس لا تحقق مصلحة للمسلمين؛ لأنها تتم في ظل احتلال إسرائيلي وبإذن من سلطات الاحتلال، بمعنى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هي المتحكمة في من يزور القدس ومن لا يزرها، وفي عدد من يزورونها."
وأضاف الطيب في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية: "إذا كانت إسرائيل لا تسمح للشباب من أبناء القدس بالصلاة في المسجد الأقصى، وإذا كانت تمنع المسلمين الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية من دخول القدس المحتلة ومن الصلاة في المسجد الأقصى، فهل يتصور أن تسمح بتدفق العرب والمسلمين على القدس على النحو الذي يهدد مخططاتها لتهويد القدس؟"
وفي وقت سابق وصف الدكتور يوسف القرضاوي (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) دعوات بعض مسئولي الأنظمة العربية بزيارة القدس الشريف في ظل الاحتلال الصهيوني بـ"العار"، مشددًا على أن الشرع الإسلامي والرؤية السياسية المعاصرة تجرم تلك الدعوات التي تعطي الشرعية للكيان المحتل صفة اعتبارية بتلك الزيارات.