أنت هنا

3 رمضان 1431
المسلم ـ صحف

امتنعت معظم مساجد الضفة الغربية منذ بداية شهر يوليو الماضي عن عن قراءة القرآن الكريم قبل رفع الآذان عبر مكبرات الصوت الخارجية، وذلك استجابة لقرار اتخذته حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي شكلت عام 2007، ودخل حيز التنفيذ الشهر الماضي.

وكانت تلاوة القرآن تستمر ما بين 10-15 دقيقة قبل رفع الأذان.

وامتنعت المساجد أيضًا عن اقامة الصلاة عبر المكبرات الخارجية للمساجد التي بات محظورا عليها كذلك عدم الاعلان من خلال سماعاتها الخارجية عن حالات الوفيات التي تحدث في محيط تلك المساجد تطبيقًا للقرار.

واوضحت مصادر فلسطينية من المرتادين للمساجد بان قرار منع قراءة القرآن يشمل كذلك منع إقامة الصلاة، ومنع المساجد من الاعلان عن حالات الوفيات التي تحدث في المنطقة التي يقام فيها المسجد.

وكانت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية قد ذكرت قبل ايام بأن السلطة الفلسطينية قررت خفض صوت الأذان في قرى الضفة الغربية القريبة من المستوطنات وأنها أصدرت تعليمات بتوحيد صلاة الجمعة في مسجد واحد في هذه القرى. 
وكشفت صحيفة 'القدس العربي' أن ما اثارته مصادر عبرية مؤخرا بان السلطة الفلسطينية قررت خفض صوت الأذان في قرى الضفة ووحدت خطبة وصلاة الجمعة في مسجد واحد بتلك القرى ليس له أساس من الصحة، لكن الحقيقة التي تجلت هي أن هناك قرارا فلسطينيا رسميا بمنع قراءة القرآن الكريم في المساجد من خلال السماعات الخارجية اتخذته حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي شكلت عام 2007

وبدأت حكومة الدكتور سلام فياض من خلال وزير الاوقاف الدكتور محمود الهباش بتفعيل القرار منذ بداية شهور يوليو الماضي حيث تخلت تلك المساجد عن عادة قراءة القرآن التي كانت تسبق رفع الاذان الذي ما زال محافظا على مستوى صوته كما كان سابقا الامر الذي يتنافى مع الانباء "الاسرائيلية" التي قالت بان السلطة قررت خفض مستوى صوت الاذان في المساجد بسبب احتجاجات اسرائيلية كونه يزعج المستوطنين الذين يقطنون في مستوطناتهم المنتشرة في معظم مناطق الضفة الغربية.

من جانبه، قال وزير الاوقاف الفلسطيني الدكتور محمود الهباش لدى سؤاله حول ما إن كان هناك اتفاق بين فلسطيني ـ "إسرائيلي" بشأن القرار فقال 'ما في اتفاق اصلا، الموضوع لم يطرح بيننا وبين الاسرائيليين ولم يبحث او يناقش'، واضاف 'موضوع وقف قراءة القرآن له اكثر من شهرين الان'، مشددا على ان خلفيات وقف قراءة القرآن من خلال مكبرات الصوت في المساجد هي دينية، وبحسب قوله فإن 'قراءة القرآن عبادة، والعبادة لا تكون الا على منهج النبي صلى الله عليه وسلم، وكما ورد عن النبي عليه عليه السلام، وكثير من العلماء يرى ان قراءة القرآن في مكبرات الصوت بدعة وكثير من العلماء يعتبره امرا ليس له داع، والبعض يعتبرها شيئا جيدا، ونحن أخذنا برأي غالبية العلماء، وهذا الامرـ عدم قراءة القرآن عبر مكبرات الصوت الخارجية للمساجد قبل رفع الأذان- معمول به في كل ارجاء العالم الاسلامي بما في ذلك في الحرمين الشريفين في مكة والمدينة وبما في ذلك في قطاع غزة.
وادعى الهباش ان قرار منع قراءة القرآن عبر مكبرات صوت المساجد قبل رفع الأذان هو قرار قديم اتخذته حكومة الوحدة الوطنية برئاسة حماس عام 2007 عندما كان يتولى حقيبة الاوقاف وزير من الحركة، وقال 'هذا قرار قديم كان قد اتخذ ابان حكومة الوحدة الوطنية عندما كان حسين الترتوري وزيرا للاوقاف وهذا وزير من حماس'.
وشدد الهباش على ان ما قام به هو تطبيق القرار الذي اتخذ في عهد وزير من حركة حماس بعدم قراءة القرآن عبر مكبرات الصوت الخارجية في المساجد، مضيفا 'نحن فقط فعّلنا القرار ونفذناه لانه قرار سليم'.

وأرسلت جميع مديريات الاوقاف الفلسطينية في محافظات الضفة الغربية في بداية شهر سوليو الماضي قرار الهباش للمساجد حيث أمرها بالامتناع عن قراءة القرآن من خلال السماعات الخارجية، واقتصار استخدام تلك السماعات على رفع الاذان فقط.
وعند سؤاله عن ذلك القرار الذي ارسل لجميع المساجد في بداية شهر تموز قال الهباش، 'القرار هو كالتالي: يقتصر استخدام مكبرات الصوت الخارجية في المساجد على الأذان وخطبة الجمعة وصلاة التراويح في رمضان، ونحن اضفنا اليه قراءة القرآن لمدة 5 دقائق قبل صلاة الفجر و 5 دقائق قبل صلاة المغرب في شهر رمضان فقط'.

وحول اقتصار اقامة صلاة الجمعة في بعض القرى الفلسطينية على مسجد واحد مثل ما يجري في قرية ابو شخيدم غرب رام الله بقرار من وزارة الاوقاف قال الهباش 'هذا صحيح بعض القرى الصغيرة التي عدد سكانها قليل وفيها اكثر من مسجد والمساجد فيها لا تمتلىء. يعني يكون هناك في كل مسجد صف او صفان، فنحن اتخذنا قرارا بالاتفاق مع الاهالي ومع المجتمع المحلي في القرية لتوحيد خطبة صلاة الجمعة في مسجد واحد وهو يكون اكبر مسجد بالقرية، وهذا مطابق للسنة النبوية اصلا لان الاصل في صلاة الجمعة انها صلاة جامعة لكل اهل البلد، ولذلك سميت الجمعة بهذا الاسم لانها تجمع الناس'.
واشار الهباش الى قرية ابو شخيدم بالقول 'يعني قرية صغيرة مثل قرية ابو شخيدم فيها مسجدان والمسجدان لا يمتلئان بالمصلين يوم الجمعة ومعروف ان القرية هذه يكفيها مسجد واحد ويزيد لذلك اتخذ قرار بان تكون صلاة الجمعة في مسجد واحدة حتى تكون جامعة لاهل القرية'، نافيا بشكل قاطع ان تكون لذلك القرار علاقة بقضية عدم ازعاج المستوطنين في المنطقة خلال القاء خطبة الجمعة عبر مكبرات الصوت في اكثر من مسجد.

من جهة أخرى قال أحد أئمة المساجد في مدينة رام الله: نحن نقرأ القرآن، ونبث تسجيلات لمقرئين معروفين من مصر والسعودية وغيرها قبل خمس أو عشر دقائق من الأذان لنبث الخشوع في قلوب المارة، وندفعهم الى التفكر في كلمات الله، وهذا لا يريده الهباش وحكومته على ما يبدو.

ورغم تأكيد الهباش بان قرار منع قراءة القرآن في المساجد هو قرار يتماشى مع السنة النبوية ويحترم القرآن الكريم تسري إشاعات في الشارع الفلسطيني بأن القرار سياسي جاء بعد احتجاج المستوطنين اليهود، في مستوطنة جبل الطويل (بسغوت) المقامة على أراضي مدينتي رام الله والبيرة، وفي مستوطنات عدة في الخليل بأن قراءة القرآن تزعجهم، وتربك حياتهم.
وكان كبير قضاة فلسطين السابق، الشيخ تيسير التميمي قال: من الناحية الشرعية فإن قراءة القرآن جائزة بل ومحببة في كل مكان ما دامت شروط قراءتها متوفرة، ومنها الإنصات وتدبر المعاني والخشوع، مضيفا أنه من غير الجائز قراءة القرآن في أماكن اللهو وارتكاب المعاصي ولكن في المساجد التي هي بيوت الله فإنه من المحبب من الناحية الشرعية قراءة القرآن فيها ما دامت الشروط متوفرة.