أنت هنا

28 شعبان 1431
المسلم- متابعات- صحف

توصلت الحكومة التركية والجيش إلى اتفاق بشأن منصبي قيادة هيئة الأركان وقيادة القوات البرية، بعد أن اتخذ مجلس الشورى العسكري الأعلى قرارات برفض ترقية 11 جنرالا متهمين بالتخطيط لانقلاب على حكومة حزب العدالة والتنمية عام 2003.

 

وقال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اليوم الأحد في تصريحات إعلامية "الأسماء ستقدم لي في وقت متأخر اليوم، سأوقع على التعيينات وسأرسلها مساء للرئيس عبد الله غل". ورفض أردوغان الإدلاء بأسماء الجنرالين المعينين.

 

وفشل المجلس العسكري الأعلى الذي يرأسه أردوغان في اختيار من يشغل وظيفتين شاغرتين بالقوات المسلحة عقب اجتماع استمر أربعة أيام وانتهى في الرابع من الشهر الحالي.

 

ومن المنتظر أن يحل قائد الجيش التركي حاليا الجنرال إيسيك كوشنر محل الجنرال المتقاعد إيلكر باشبوغ، كرئيس أركان ثاني أكبر جيش بحلف شمال الأطلسي (الناتو) بحلول نهاية الشهر الجاري، لكن تعيينه أرجئ بسبب الشكوك حول من سيحل محله كقائد للقوات البرية.

 

وخلت قرارات المجلس العسكري من اسم الجنرال حسن أغسيز قائد الجيش الأول، الذي كان مقررا أن يخلف الجنرال أشك كوشنر في قيادة القوات البرية، وذلك بسبب استدعاء أغسيز للتحقيق معه في قضية الانقلاب، والمتهم أيضا بالوقوف وراء مواقع إلكترونية تهدف إلى تشويه صورة الحكومة.

 

وذكرت معلومات صحفية أن رفض أردوغان تعيين أغسيز أدى لتأخير تعيين كوشنر، القائد الحالي للقوات البرية، في منصب رئيس الأركان، مشيرة إلى أن الحكومة لا تعترض على تعيين كوشنر. وتحدثت معلومات أخرى أن باشبوغ اقترح تعيين مرشح آخر غير أغسيز لمنصب قائد القوات البرية.

 

ويرى محللون أن رفض الحكومة للمرشح المقترح من جانب العسكريين مؤشر لتضاؤل قوة الجيش، التي تعتبر نفسها حامية العلمانية في تركيا.

 

يُذكر أن أردوغان تمسك أيضا خلال المجلس العسكري بمنع ترقية 11 جنرالا وأدميرالا لصدور أمر باعتقالهم من المحكمة الجنائية العليا بإسطنبول في يوليو الماضي ضمن قائمة من 102 من الجنرالات المتقاعدين والضباط العاملين بالجيش، لتورطهم في قضية انقلاب أخرى معروفة باسم "المطرقة".

 

وكانت محكمة إسطنبول ألغت الجمعة مذكرات التوقيف الصادرة بحق هؤلاء المتهمين بينهم 25 جنرالا وأميرالا لا يزالون بالخدمة.

 

على صعيد آخر أعربت تركيا، للمرة الثانية، عن انزعاجها من تكرار وزير الحرب "الإسرائيلي" ايهود باراك اتهامه لرئيس الاستخبارات التركية حاقان فيدان بأنه يعمل لمصلحة إيران.

 

 

واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير "الإسرائيلي" في أنقرة غابي ليفي للمرة الثانية خلال أسبوع مستهجنة تكرار باراك لتصريحاته. والتقى المدير العام لوزارة الخارجية التركية والسفير التركي السابق لدى "إسرائيل" فريدون سينيرلي أوغلو بنفسه مع ليفي واستوضحه أسباب التكرار "الإسرائيلي" للاتهامات وما هي مخاوف الدولة العبرية من هذا الأمر.

 

 

وذكرت صحيفة «يني شفق» أن "إسرائيل" تريد إضعاف رئيس الحكومة من وراء هذه الحملة، على اعتبار أن فيدان هو من المقربين إليه، وذلك بعد الحملة التي استهدفت وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو.

ورأت الصحيفة أن تهديد تركيا ل"إسرائيل" بالصمت أو كشف الأسرار إنما يتعلق بعلاقة ودور "إسرائيل" في عدد كبير من الملفات التي تعرفها الاستخبارات التركية جيدا، وفي مقدمها دور الموساد في العراق وعمليات اغتيال متعددة داخل تركيا وخارجها، وصلتها بالانقلاب الأبيض ضد نجم الدين أربكان في العام 1997، وخصوصا أن لباراك الحصة الأكبر من كل هذه الأسرار.