
قررت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية إيفاد لجنة تحقيق، في قيام مجهولين بتدنيس 17 مصحفا شريفا بمسجد الهدى في العلمة بولاية سطيف، حيث مزقت واستعملت الفضلات فيها في تجدد لسيناريو تدنيس المصاحف، مؤكدة وصول عدد المصاحف المدنسة إلى مائة في نفس الولاية منذ بداية السنة.
وعلمت صحيفة ''الخبر'' الجزائرية من مصادر محلية اليوم السبت بأن مسجد الهدى الواقع بحي قوطالي قد شهد وقت صلاة الفجر من أمس الجمعة قيام مجهولين بتدنيس 17 مصحفا شريفا، عن طريق التمزيق واستعمال الفضلات، وتعد هذه العملية الثالثة من نوعها بمنطقة العلمة في حوالي شهر.
وقبلها بيوم واحد أقدم مجهولون على تدنيس مصحفين شريفين بمسجد يقع في حي 583 مسكن بمدينة عين ولمان، التي كانت قد شهدت هي الأخرى عمليات مماثلة، خلفت حالة من الذهول والاستياء وسط المواطنين.
وتعليقا على الحادثة الأخيرة، أوضح المستشار الإعلامي لوزير الشؤون الدينية والأوقاف، عدة فلاحي، أن هذه الحادثة استدعت تحركا من مصالح الوزارة، حيث سيتم إيفاد لجنة تحقيق مكونة من إطارات ومفتشين في الوزارة من أجل الإحاطة بملابسات القضية''.
وتتقصى اللجنة الحقائق المتعلقة بالموضوع، واتخاذ القرار المناسب بما يضع حدا لمثل هذه الممارسات، التي يتحمل فيها الإمام والقيم على المسجد جزءا من المسؤولية.
وأشار عدة فلاحي إلى أن ''رد الفعل من قبل الوزارة كان متأخرا، ولم يستبعد أن تكون عملية التدنيس "منظمة" وتقف وراءها تيارات دينية متطرفة، خصوصا وأنها تأتي قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان.
وكان الوزير بوعبد الله غلام الله قد دعا لضرورة متابعة الأحداث واتخاذ الإجراءات المناسبة في وقتها'.
وكانت عمليات التدنيس المتكررة التي شهدتها ولاية سطيف وحدها والعلمة تحديدا، تسببت في تدنيس مائة مصحف، تم حرقها من طرف الأئمة بعد تدنيسها. وتم إحصاء 30 مصحفا تعرضت للتدنيس بطريقة بشعة ، بتاريخ 6 يوليو.
وقد تبين أن العصابة كانت بحوزتها أكياس بلاستيكية معبأة بفضلات الإنسان وقامت بعملية تلطيخ عشوائي للمصاحف، بحسب الصحيفة.
وألقت الشرطة القضائية بمدينة العلمة القبض على شاب يقطن بحي ثابت بوزيد، ويعاني من أمراض نفسية يشتبه في أن يكون هو المتهم الرئيسي في جريمة تدنيس المصاحف بمسجدي الليث بن سعد في حي ''دوار السوق'' ومالك بن أنس بحي ثابت بوزيد.
وبعد معلومات نقلها أحد الشيوخ المصلّين إلى رجال الشرطة، حيث اشتبه في أمر هذا الشاب من خلال تصرفاته المشبوهة في أركان المسجد قبل صلاة الفجر يوم تدنيس مصاحف المسجد. وقد سارع رجال الشرطة للقبض على هذا الشاب الذي وجدوا بحوزته الكثير من الطلاسم الخاصة بالشعوذة.