
عاد الدخان الكثيف ليغطي العاصمة الروسية موسكو اليوم السبت وسط امتداد حرائق الغابات من وسط روسيا إلى جنوبها. وحملت الرياح الساخنة دخان حرائق الغابات إلى كل أنحاء العاصمة وحتى داخل مترو الأنفاق والمكاتب والمنازل، مما اضطر الكثيرين إلى استخدام الأقنعة الواقية.
وأعلنت وزارة الصحة الروسية أن دخان الحرائق المشتعلة رفع معدلات أول أكسيد الكربون إلى خمس أضعاف معدلات المستوى الذي يعتبر آمنا.
ويعاني معظم سكان موسكو من حرقة في العين والتهاب الحنجرة جراء الدخان بسبب الحرائق التي مازالت مشتعلة، منذ أكثر من أسبوع، في 22 إقليم من أقاليم روسيا الـ83.
وتسبب الدخان الكثيف في تحويل مسارات عشرات الرحلات الجوية من موسكو إلى المدن الروسية الأخرى.
وتشارك كل من أوكرانيا وكازاخستان وبيلاروس وإيطاليا في إطفاء الحرائق التى ارتفعت حصيلة ضحاياها إلى 52 قتيلا وأكثر من 400 مصاب حتى الآن، بحسب موقع روسيا اليوم.
وقام الرئيس الروسي دميتري مدفيديف يوم الجمعة بزيارة لأحد مراكز الإسعاف في موسكو. وتفقد مدفيديف مواقع المركز وتعرف على طرق عمله وتحدث مع الأطباء الذين أخبروا الرئيس بأن عدد حالات استدعاء سيارات الإسعاف ارتفع في موسكو في الآونة الآخيرة بنسبة 10 % بسبب سوء الأحوال الجوية. ودعا مدفيديف الموظفين إلى التحلي بالصبر في هذه الظروف الصعبة التي تشهدها موسكو.
واحترقت قرابة أكثر من 3 ألف هكتار من الغابات والأعشاب على أراضي مقاطعة موسكو منذ بداية المرحلة الخطرة للحرائق، وفقا لما ذكره رئيس الإدارة العامة للحالات الطارئة في المقاطعة يفغيني سيكيرين.
ويشارك أكثر من 160 ألف شخص في عمليات إطفاء 600 حريق مختلف يغطي مساحة قدرها نصف مليون هكتار في واحدة من أكثر أسوا وأخطر الكوارث التي تشهدها روسيا.
يذكر أن حرائق الغابات نشبت في عدد من أقاليم روسيا في الدائرة الفدرالية الوسطى ودائرة حوض الفولجا الفيدرالية بسبب ارتفاع درجات الحرارة ويعد الوضع بالغ الخطورة في بعض المناطق في روسيا، وفق وكالة أنباء نوفوستي.
ومن المتوقع أن تصل درجة الحرارة في العاصمة الروسية، الأحد، 40 درجة مئوية، وهو معدل غير مسبوق لم يجر تسجيله هناك رسمياً، حتى اللحظة.
وعلى صعيد متصل، صرح مصدر في المكتب الإعلامي لوزارة الدفاع الروسية بأن كافة مستودعات الصواريخ والأسلحة الواقعة في دائرة موسكو العسكرية نقلت إلى مناطق آمنة بناء على قرار قيادة الدائرة تحسباً من الحرائق، على ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية في روسيا.