
أدان البيت الأبيض بشدة قيام وسائل إعلام غربية بنشر وثائق سرية تتعلق بحرب أفغانستان معتبرا أن هذه المعلومات تعرض حياة الأمريكيين وشركائهم للخطر، وذلك في وقت وصفت فيه باكستان الكشف عن هذه الوثائق بأنه عمل "غير مسؤول"، لاسيما وأنها تتحدث عن دعم الاستخبارات الباكستانية لطالبان.
ونفت باكستان التورط في دعم حركة طالبان الأفغانية، وقالت على لسان مصدر مسؤول بالمخابرات فضل عدم الكشف عن هويته، إن ما نشرته مواقع ووسائل إعلام أمريكية وبريطانية بهذا الصدد يمثل "ادعاءات تحريضية اعتمدت على تقرير غير رسمي هدفه الأساسي تشويه صورة المخابرات الباكستانية".
كما وصف سفير باكستان لدى الولايات المتحدة حسين حقاني تسريب مثل هذه التقارير من ساحة المعارك بأنه تصرف غير مسؤول. وقال إنها تقارير لا تعكس سوى تعليقات وشائعات من مصدر واحد تنتشر في جانبي الحدود الباكستانية الأفغانية وغالبا ما يثبت أنها "خاطئة".
بدوره, رد البيت الأبيض الأمريكي على الفور بإدانة "قوية" لهذا التسريب من جانب منظمة ويكيليكس (المعنية بالكشف عن أي مخالفات حكومية أو مؤسسية في الولايات المتحدة) ، قائلا إنه قد يهدد الأمن القومي ويعرض أرواح أمريكيين وأرواح حلفائهم للخطر.
وقال مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيم جونز "هذه التسريبات غير المسؤولة لن تؤثر على التزامنا المستمر بتعميق شراكتنا مع أفغانستان وباكستان".
وذكر أن الوثائق تغطي الفترة من يناير 2004 إلي ديسمبر 2009، بما يعني أنها كانت خلال فترة الرئيس السابق جورج بوش.
وأضاف "نعلم أن أمامنا تحديات خطيرة لكن إذا سمح لأفغانستان بأن تنحدر إلى الوراء فإننا سنواجه مجددا تهديدا من جماعات متطرفة عنيفة مثل القاعدة سيكون لديها مجال أكبر للتخطيط والتدريب".
وكانت ثلاث صحف أمريكية وبريطانية وألمانية قد نشرت أمس الأحد وثائق سرية تضمنت نحو 90 ألف وثيقة عسكرية أمريكية تتحدث عن ست سنوات في الحرب المستمرة في أفغانستان منذ قرابة تسع سنوات.
وتضمنت الوثائق التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وغارديان البريطانية ودير شبيجل الألمانية الأسبوعية نقلا عن منظمة ويكيليكس حوادث قتل لمدنيين أفغان لم يتم الكشف عنها فضلا عن عمليات سرية ضد شخصيات من طالبان، بحسب موقع راديو سوا.
وتضمنت هذه الوثائق رسائل من الضباط الميدانيين من ذوي الرتب الصغيرة التي يستند إليها المحللون في صياغة تقارير لتقديم النصيحة لصناع القرار، كما أنها لم تتضمن وثائق حكومية على مستوى عال.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الوثائق التي تتضمن كذلك رسائل سرية وتقديرات متبادلة بين مسؤوليين دبلوماسيين وضباط عسكريين تصف "المخاوف الأمريكية من قيام الاستخبارات الباكستانية بمساعدة حركة طالبان في أفغانستان".