
كشفت مصادر سودانية أنّ غياب الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، عن قمة الاتحاد الأفريقي المنعقدة في أوغندا، وخفض التمثيل الرسمي السوداني، يأتيان على خلفية استياء سوداني من تصرّفات الرئيس الأوغندي يوويري موسيفيني.
وقالت مصادر سودانية: إنّ الخرطوم لم ترسل وزيراً حتى إلى القمّة، واكتفت بتكليف المندوب السوداني الدائم لدى الاتحاد الأفريقي برئاسة وفد بلاده.
وقال مصدر رئاسي سوداني: "لا يتعلق ذلك بخوف الرئيس من إلقاء القبض عليه"، واضاف "يمكننا إرسال نائب الرئيس كبديل لكننا لن نرسله أو نرسل أيّ وزير".
وأفادت المصادر بأن الخطوة جاءت رداً على تصريحات للرئيس الأوغندي، الذي قال في السادس من الشهر الحالي: إن البشير الملاحق من المحكمة الجنائية الدولية ليس مدعوّاً للقمة، قبل أن يتراجع على وقع مطالب الخرطوم من الاتحاد الأفريقي نقل مقر انعقاد القمة احتجاجاً.
كذلك أثار موسيفيني استياء الرئيس السوداني بعدما تغيّب عن حفل تنصيبه عقب فوزه بولاية جديدة، فيما زار جوبا، لحضور تنصيب رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت.
من جهة أخرى, سيطرت قضايا السودان والصومال على محادثات القمة التي بدأت أعمالها في العاصمة الأوغندية كمبالا أمس. وتسبب طلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكابه إبادة جماعية، في انقسام بين الدول المشاركة.
وتضمنت مسودة قرار بندين أثارا مساومات في كواليس القمة، يتلخص أولهما بنصح الدول الأفريقية بعدم اعتقال البشير إذا زارها حتى لو كانت موقعة على اتفاقية المحكمة الجنائية، وهو ما فعلته ثلاثون دولة أفريقية.
ويهاجم البند الثاني المدعي العام في المحكمة لويس مورينو أوكامبو. وبحسب دبلوماسي أفريقي شارك في القمة فإن هذين البندين سببا معركة كبيرة بين الوفود.
وذكر دبلوماسيون أن أحدث نسخة من مشروع القرار "ترفض في الوقت الراهن" طلب المحكمة الجنائية فتح مكتب اتصال أفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وقال دبلوماسي غربي اطلع على نسخة معدلة من مشروع القرار قوله إن "جنوب أفريقيا وغانا وبوتسوانا قادت الرأي القائل بأن البندين يجب أن يحذفا".
وأضاف أن ليبيا وإريتريا ومصر ودولا أخرى لم تنضم إلى عضوية المحكمة الجنائية عارضت حذفهما بقوة، لكنها خسرت في النهاية.
ويقول بعض القادة الأفارقة إن المحكمة مهووسة بملاحقة الأفارقة وتتجاهل مجرمي الحرب في قارات أخرى، واعتبر الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي رئيس ملاوي بينغو وا موثاريكا أن "لائحة الاتهام بحق البشير تقوض السلام في أفريقيا".