
أثار اعتقال الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 اليوم الأحد ردود فعل غاضبة؛ حيث من المقرر أن يسجن لمدة خمسة أشهر تنفيذًا لحكم صهيوني على خلفية احتجاجه على قيام سلطات الاحتلال بهدم جسر باب المغاربة.
من جانبه اعتبر الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ اعتقال الشيخ رائد صلاح استهدافًا للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية؛ لما يمثله من رمزية كبيرة لحماية المقدسات الإسلامية.
وقال أبو زهري، في تصريح صحفي مكتوب تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه، الأحد : "إن اعتقال الشيخ صلاح محاولة للحيلولة دون استمراره بهذا الدور، ويؤكد أن هذا الاعتقال لن يفلح في منع شعبنا الفلسطيني والشيخ رائد صلاح من الاستمرار في حماية المقدسات والدفاع عنها".
ودعا المتحدث باسم "حماس" علماء الأمة ومفكريها وقادتها إلى الوقوف صفًّا واحدًا أمام هذه الهجمة الصهيونية في استهداف القيادات واستهداف المسجد الأقصى والقدس.
بدوره أدان الدكتور عزيز دويك رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني اعتقال الاحتلال الصهيوني الشيخ رائد صلاح، وأوضح دويك، في تصريح صحفي، أن اعتقال الشيخ صلاح مؤشر واضح على استهدافه المسجد الأقصى ومدينة القدس التي يمعن في تهويدها؛ لأنه يريد أن يشغل العقل الفلسطيني عن حقيقة ممارساته على الأرض المقدسية.
وأضاف: "السياسة الصهيونية بإبعاد قيادة الشعب الفلسطيني عن قضاياه الحساسة، وعلى رأسها قضية القدس والمسجد الأقصى؛ لا تزال مستمرة، لكن ما يؤلم القلب هو التعاطي مع هذا الاحتلال وتوفير الغطاء السياسي لجرائمه وتصرفاته".
وأكد رئيس المجلس التشريعي أن تصرفات الاحتلال باعتقال الشيخ صلاح والتضييق على مدينة القدس ومواطنيها بهذا الشكل ليست عشوائية، بل تدل دلالة قاطعة على أن الاحتلال يقوم بممارساته وإجراءاته، ضاربًا عرض الحائط بكل قرارات الأمم المتحدة ومقررات جنيف.
من جانبه أكد النائب في المجلس التشريعي المهدد بالإبعاد عن مدينة القدس أحمد عطون، أن الاحتلال يهدف لإقصاء الجبال الشامخة المدافعة عن القدس، مضيفًا أن الشيخ رائد صلاح يمثل ضمير الأمة، واقترن اسمه بالمسجد الأقصى، "لأنه خير من دافع عن القدس والأقصى وتتلمذ على يد الشيخ أجيالٌ همهم تحرير القدس ورفع راية العز فوق مآذن المسجد الأقصى".
وطالب عطون بإيجاد آلية تجبر الاحتلال على السماح لأهالي غزة والضفة بدخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى وإجبار الاحتلال على السماح لأهالي القدس وفلسطينيي 48 بالصلاة بحرية في المسجد الأقصى وعدم تحديد أعمار من يسمح لهم بدخول المسجد الأقصى بدل المناداة بالتطبيع مع الاحتلال بحجة زيارة القدس والصلاة بالأقصى تحت حراب الاحتلال، مؤكدًا في الوقت نفسه تضامن نواب القدس مع الشيخ رائد صلاح لأنه وهب نفسه للقدس والأقصى.
ومن جانبهم أدان النواب الإسلاميون في الضفة المحتلة اعتقال الشيخ رائد صلاح وأكدوا انه يأتي في إطار الخطط الصهيونية المُبيَّتة لاستهداف المسجد الأقصى والمقدسات في مدينة القدس.
وقال النواب في تصريح صحفي لهم: اعتقال الشيخ صلاح هدفه إسكات الأصوات التي تدافع عن الأقصى والمقدسات وتغييب كل من يعمل لمناهضة المشاريع الصهيونية في القدس وضواحيها، خاصة الشخصيات والقيادات الفاعلة في مدينة القدس، والتي تقف بالمرصاد في وجه جرائم واعتداءات الاحتلال بحق المسجد الأقصى والمدينة المقدسة، وتعمل على تعريتها وكشفها".
وأضاف النواب أن "هذا القرار ليس استهدافًا لشخص الشيخ رائد، وإنما استهدافٌ للدور والفكر والنهج الذي ينتهجه الشيخ، وهو نهج مقاومة مخططات الاحتلال الرامية إلى تهويد القدس والداخل الفلسطيني".
واستغرب النواب إدخال الشيخ رائد السجنَ والحكم عليه لمجرد دفاعه عن المقدسات وإبداء رأيه في كيان يدَّعي الديمقراطية والحرية، بينما يعتدي قطعان المغتصبين على المقدسات والمساجد في كل مدينة من مدن الداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية بدون حساب ولا عقاب، بل وتسجل ضد مجهول.
وقال النواب إن المسيرات والاعتصامات التي رافقت تنفيذ القرار بحق الشيخ رائد لتؤكد للجميع مدى تمسك هذه الجماهير بمقدساتها ووقوفها جانب من يدافع عن المقدسات.
وختم النواب: "نحن على ثقة بأن هذا الاعتقال لن يفت في عضد شيخ الأقصى، ولن يوهن من عزيمته هو وإخوانه، وسيبقى الشيخ صلاح شوكة في حلق الاحتلال ومشاريعه ومخططاته".