شن مسلحون موالون للمقاومة الإسلامية هجوما في باكستان استهدف قافلة إمدادات تابعة لقوات حلف شمال الأطلسي المحتلة لأفغانستان، ما أدى إلى اشتعال النيران بأربعة شاحنات محملة بالوقود. يأتي ذلك فيما أظهر استطلاع للرأي أن غالبية الأفغان ينظرون لقوات الاحتلال الأجنبية بشكل سلبي ويريدون مشاركة طالبان في الحكومة، خلافا لما يروج له الاحتلال.

وذكرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية نقلا عن مصادر بالشرطة الباكستانية أن مسلحون يُعتقد أنهم موالون لحركة "طالبان" شنوا الهجوم في وقت مبكر من صباح الجمعة.

وقال ديدار ماغسي مسؤول الشرطة بمنطقة "بولان"، بإقليم "بوشستان" الحدودي مع أفغانستان إن المسلحين هاجموا ست شاحنات محملة بالوقود، كانت متوقفة أمام أحد المطاعم على الطريق السريع إلى أفغانستان، مما تسبب في احتراق أربعة منها.

وكان المسلحون قد شنوا هجوما آخر بشمال غربي باكستان يوم الخميس، حيث لقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم، وأصيب ما يزيد على 40 آخرين، عندما فجر شخص نفسه في رتل عسكري، بالقرب من محطة للحافلات، في منطقة "منغورا"، وفقاً لما ذكره المسؤول الحكومي المحلي، عمران قريشي.

وتأتي تلك الهجمات التي تستهدف قوات الاحتلال والجهات الموالية لها في الوقت الذي كشف فيه استطلاع للرأي عن أن حلف شمال الأطلسي لم ينجح في كسب قلوب الأفغان ولا عقولهم وأن أكثر الناس في معاقل طالبان ينظرون للقوات الأجنبية بشكل سلبي ويعتقدون أن طالبان يجب أن تشارك في الحكومة.

وتأتي نتائج الاستطلاع الجديد مغايرة لما يروج له الاحتلال من أن الشعب الأفغاني يتعاون معه في مواجهة طالبان.

وبني الاستطلاع -الذي أجراه المجلس الدولي للأمن والتنمية وهو مؤسسة بحثية- على مقابلات أجريت الشهر الماضي مع 552 رجلا أفغانيا في إقليمي قندهار وهلمند في جنوب أفغانستان حيث تدور رحى حرب ضارية بين المقاومة والاحتلال.

وقالت نورين ماكدونالد رئيسة المجلس الدولي للأمن والتنمية: "نحن... فاشلون في تقديم أنفسنا وشرح أهدافنا للشعب الأفغاني. وهذا يوفر فرصا واضحة لدعاية طالبان والقاعدة ضد الغرب"، على حد اعتقادها.

وكشف الاستطلاع عن أن 75% يعتقدون أن الأجانب لا يحترمون دينهم وتقاليدهم، كما أن 74% يعتقدون أن العمل مع القوات الأجنبية خطأ، و68% يعتقدون أن قوات حلف شمال الأطلسي لا تحميهم، 65% يعتقدون أن طالبان وزعيمها الملا محمد عمر يجب أن ينضموا إلى الحكومة الأفغانية.

كما قال 70% أن العمليات العسكرية التي جرت حديثا في المنطقة تضر بالشعب الأفغاني، وعارض 59% هجوما عسكريا جديدا تعد له قوات حلف شمال الأطلسي في قندهار.

وقال 71% إنهم يعتقدون أن طالبان ستعود إلى المناطق التي أخرجت منها إذا رحلت عنها قوات حلف الأطلسي تاركة المسؤولية للحكومة الأفغانية.

لكن 55% قالوا إنهم يعتقدون أن حلف الأطلسي والحكومة الأفغانية يكسبان الحرب ضد متمردي طالبان.