
دعا رئيس الوزراء الإثيوبي ميلس زيناوي إلى "إبادة" حركة الشباب المجاهدين الصومالية، بعد اتهامها بالتورط في تفجيرين بالعاصمة الأوغندية كمبالا. يأتي ذلك فيما هددت الحركة بتوسيع هجماتها خارج نطاق الصومال ردا على مشاركة دول مجاورة في قوات أجنبية تنتشر بالصومال لمحاربة حركات المعارضة الإسلامية.
وقال زيناوي إن "الشباب" نفذت العديد من الهجمات على مدى 12 سنة، ووسعت أخيرا قدراتها لتشمل هجوما خارج أراضيها. وشدد على أن إثيوبيا لن تتعامل مع حركة الشباب ولن تدخل في أي تفاوض معها.
وكانت إثيوبيا قد أرسلت قوات عسكرية إلى الصومال في أواخر عام 2006 لإسقاط حكم المحاكم الإسلامية الناشئ آنذاك، حيث استمرت في محاربته بغطاء أمريكي حتى أعادت إلى السلطة حكومة موالية للولايات المتحدة والغرب. لكن إثيوبيا عادت لتسحب قواتها من البلاد عام 2009 في إطار اتفاق مع شيخ شريف أحمد الرئيس الصومالي الحالي. ورغم ذلك مازالت تنفذ هجمات من آن لآخر داخل الأراضي الصومالية.
وتستهدف تلك الهجمات بالتحديد حركتي الشباب والحزب الإسلامي اللتين تقاتلان الحكومة.
ولم يتردد رئيس الوزراء الإثيوبي زيناوي في توجيه أصابع الاتهام إلى إريتريا المتهمة دائما بدعم حركة الشباب.
وأمس، هددت حركة "الشباب" بشن هجمات جديدة خارج الأراضي الصومالية، بعد تفجيرين تبنتهما في العاصمة الأوغندية كمبالا الأحد الماضي.
ووصفت الحركة في بيان نشرته الخميس عبر الانترنت تفجيرات كمبالا، التي أسفرت عن مقتل 76 شخصاً، وإصابة عشرات آخرين، بأنها "مجرد بداية". وشددت على أن العملية جاءت رداً على الدور العسكري الأوغندي ضمن القوات الأفريقية في الصومال "أميصوم".
وجاء في بيان صدر عن المكتب الإعلامي لحركة الشباب بعد يوم من التفجيرين: "ها قد جاء الرد.. ونعم الرجال، وعدوا وكعادتهم نفذوا، فكما يغزو بلادنا 6000 حقير عميل، فقد جاء الرد القاسي". وذلك بعد ساعات من رسالة بعثها على مواقع إلكترونية الشيخ أبو الزبير، هدد فيها أوغندا وبوروندي.
وقال أبو الزبير، الذي عرّف عن نفسه بأنه أمير حركة الشباب في الصومال: "رسالتنا إلى الشعبين الأوغندي والبوروندي، بأننا سنستهدفكم رداً على المجازر التي تقع ضد رجالنا ونسائنا وأطفالنا في مقديشو".
وتسيطر حركة الشباب، على القسم الأكبر من وسط وجنوب الصومال، التي تطحنها حرب أهلية دامية منذ 1991.
وتنامت قدرات الحركة المسلحة البشرية والمالية وسط اتهامات غربية بارتباطها بتنظيم القاعدة، حيث كان زعيمه أسامة بن لادن، قد دعا في تسجيل صوتي في مارس الماضي، "المسلمين في كل مكان، للانضمام للقتال إلى المجاهدين الصوماليين، وحتى إقامة إمارة إسلامية".
ويبلغ قوام حركة الشباب 7 آلاف رجل مسلح، من بينهم 3 آلاف مقاتل مصقولون بمهارات عالية لخوض حرب عصابات، ولها جناح عسكري يدعى "جيش العسراء"، وذراع ديني باسم "جيش الحسبة".