أنت هنا

3 شعبان 1431
المسلم- دايلي تليجراف

قالت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية يوم الأربعاء إن أحد الجنود البريطانيين الثلاثة اللذين قتلوا أمس على يد جندي أفغاني، هو ضابط كبير في الجيش البريطاني. وأوضحت أن هذه أعلى رتبة لضابط يقتل في أفغانستان منذ يوليو 2009.

وقالت الصحيفة إن الضابط الكبير هو القائد مسؤول عن القاعدة البريطانية في إقليم هلمند الأفغاني. وقد قتل أثناء نومه في ثكنته العسكرية في ساعة مبكرة من يوم أمس الثلاثاء.

أما الجنديين الآخرين الذين قتلا، فهما في السلاح الملكي البريطاني؛ أحدهما ضابط صغير بريطاني المنشأ والآخر نيبالي الأصل، حيث فتح الجندي الأفغاني سلاحه الآلي واستخدم قذيفة صاروخية.

ووقعت العملية في قاعدة الدوريات البريطانية في نهريساراج في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان، معقل حركة طالبان المقاوِمة. وتأتي الواقعة بعد 8 أشهر من مقتل 5 جنود بريطانيين وجرح آخرين على يد ضابط أفغاني في إقليم هلمند أيضا.

وفي تفاصيل العملية قالت التليجراف إنها وقعت في حوالي الساعة الثانية والنصف صباحا، عندما دخل الجندي الأفغاني منطقة النوم الخاصة بالقادة في القاعدة البريطانية وفتح النار برشاش آلي. ثم أطلق قذيفة "آر بي جي" على حاوية شحن تستخدم كغرفة عمليات للقاعدة العسكرية، ما أدى إلى مقتل جنديين وجرح خمسة آخرين.

وبينت الصحيفة أن الجندي الأفغاني الذي نفذ العملية استطاع الفرار من القاعدة التي تبعد أقل من ميل عن مواقع خاضعة لطالبان، ولا تزال الوحدات البريطانية والقوات الخاصة تطارده.

وعن الجندي الأفغاني، قال جنرال بريطاني للصحيفة إن ضابط صف أفغاني يحمل رتبه رقيب أو ربما رتبة أعلى قد انضم إلى طالبان. وأوضحت الصحيفة أن طالبان قالت الليلة الماضية إن الجندي التحق بها، حيث صرح قاري يوسف أحمدي المتحدث باسم طالبان الأفغانية في رسالة على الموقع الإلكتروني للحركة، بأن الضابط بعد أن فتح النار على الجنود النائمين فر إلى موقع يخضع لطالبان.

وقد أثارت الحادثة قلقا جديدا حول الاستراتيجية الغربية في أفغانستان والتي تعتمد تدريب قوات الجيش الأفغاني وزيادة أعدادهم إلى أن تصبح قادرة على تأمين البلاد وحدها.

لكن ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني أكد على أن هذه الواقعة لن تغير التوجهات البريطانية أو تضعف قرار الحكومة. فيما قال خبير عسكري إن "خيانة الثقة" قد تقوض دعم البريطانيين للحرب المستمرة منذ 9 سنوات والتي أسفرت عن مقتل 317 جندي بريطاني.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الواقعة تلقي الضوء على مدى صلابة قوات الأمن الأفغانية التي شن أفراد منها ثلاث هجمات على الأقل استهدفت القوات البريطانية خلال الأعوام القليلة الماضية.

كما نقلت عن البروفيسور مايكل كلارك مدير معهد الخدمات المتحدة الملكي ببريطانيا قوله إن "حقيقة أنه (الضابط الأفغاني) كان ضابط صف مثيرة للقلق، فهو ليس مجرد مجند حديث أنهى لتوه التدريبات الأساسية، ولكنه رجل كبير وشخص تم الوثوق به".